منتدى واحة مدينة الزقازيق المنوع
مرحبا بكم جمعيا واتمنى لكم الاستفادة التامة
وأوقات سعيدة
منتدى واحة مدينة الزقازيق المنوع
مرحبا بكم جمعيا واتمنى لكم الاستفادة التامة
وأوقات سعيدة
منتدى واحة مدينة الزقازيق المنوع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى واحة مدينة الزقازيق المنوع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

مرحبا بكم فى منتدى واحة مدينة الزقازيق خاصة سكان وطننا العربى الحبيب وتسرنا مشاركتكم لنا لنجعل هذا المنتدى الأفضل وفى تطور مستمر لخدمة كل وطننا العربى الحبيب أخيكم محمد صالح

تصويت
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» تحميل windows 10
نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالخميس فبراير 04, 2021 6:14 am من طرف Admin

» تحميل اسطوانة التعريفات DriverPackSoution
نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالخميس فبراير 04, 2021 6:06 am من طرف Admin

» بالفيديو : مصر
نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالجمعة يناير 10, 2020 6:11 pm من طرف الأستاذ محمد صالح

» افلحت إن صدقت : صاروخ كروز الأمريكي القادم JASSM-XR سيهاجم من على بعد 1000 ميل حوالي (حوالي1609كيلو متر ).
نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالجمعة يناير 10, 2020 1:03 pm من طرف الأستاذ محمد صالح

» رادار روسي جديد قادر على كشف طائرات الشبح
نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالجمعة يناير 10, 2020 12:55 pm من طرف الأستاذ محمد صالح

» الرادارت الروسيه فئه X-band / VHF-Band / L-Band / UHF Band / S-Band
نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالخميس يناير 09, 2020 7:04 pm من طرف Admin

» طائرات الحرب الانذار المبكر E-2C المصرية
نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالخميس يناير 09, 2020 4:53 pm من طرف Admin

» القدرات المصرية للقتال خلف مدى الرؤية (BVR) بين الماضي والحاضر
نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 07, 2020 6:22 am من طرف Admin

» هل نظام الدفاع الجوي بعيد المدى S-300VM Antey-2500 العامل لدى قوات الدفاع الجوي المصري يمكنه التصدي لمقاتلات إف-35؟
نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالأحد يناير 05, 2020 8:50 pm من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
منار الشحات
نقد أدبى لـ Top_110نقد أدبى لـ Gradie10نقد أدبى لـ O110 
Admin
نقد أدبى لـ Top_110نقد أدبى لـ Gradie10نقد أدبى لـ O110 
الأستاذ محمد صالح
نقد أدبى لـ Top_110نقد أدبى لـ Gradie10نقد أدبى لـ O110 
أفنان حسن
نقد أدبى لـ Top_110نقد أدبى لـ Gradie10نقد أدبى لـ O110 
مستر اتش
نقد أدبى لـ Top_110نقد أدبى لـ Gradie10نقد أدبى لـ O110 
منى على
نقد أدبى لـ Top_110نقد أدبى لـ Gradie10نقد أدبى لـ O110 
ساره
نقد أدبى لـ Top_110نقد أدبى لـ Gradie10نقد أدبى لـ O110 
حنان
نقد أدبى لـ Top_110نقد أدبى لـ Gradie10نقد أدبى لـ O110 
lbn2010
نقد أدبى لـ Top_110نقد أدبى لـ Gradie10نقد أدبى لـ O110 
ميادة اسماعيل
نقد أدبى لـ Top_110نقد أدبى لـ Gradie10نقد أدبى لـ O110 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 13 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 13 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 68 بتاريخ الخميس مارس 14, 2024 10:21 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 628 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو طه علي فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 1755 مساهمة في هذا المنتدى في 1317 موضوع

 

 نقد أدبى لـ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منار الشحات
عضو سوبر
منار الشحات


عدد المساهمات : 891
عدد النقاط : 17563
تقييم العضو ( هام جدا ) : 100
تاريخ التسجيل : 24/05/2010
العمر : 30
الموقع : sadat20100.yoo7.com

نقد أدبى لـ Empty
مُساهمةموضوع: نقد أدبى لـ " رواية أولاد حارتنا " بقلم أ.د : إبراهيم محمد قاسم.   نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالأحد يونيو 06, 2010 1:17 am

لأن الموضوع أثار الجدل منذ صدور الرواية إلى حقبتنا الزمنية الحالية ..
ولأن البعض لم يقرأ نقد أدبى (بمفهوم النقد الأدبى ) وأكتفى بالنقد الدينى للرواية ..
أحببت نقل هذا الموضوع لما رأيت فيه من فائدة / بعيداً عن أتفاقنا أو أختلافنا مع الرواية ..أثق أن نظرتنا للأمر سيشوبها بعض التغيير ..
أتمنى جعل هذا الموضوع للقراءة / فقط ؛ لكى يخرج بالشكل الائق ..(حتى الأنتهاء منه على الأقل !




****

الدكتور إبراهيم قاسم " سيرة ذاتية "



الاسم: إبراهيم محمد إبراهيم قاسم.
تاريخ ومحل الميلاد: 13/12/1952م جزيرة السعادة/ الزقازيق/ مصر.
العمل: أستاذ جامعي.
محل العمل: كلية اللغة العربية جامعة الأزهر- القاهرة.
المؤلفات
- الأدب في صدر الإسلام بين الثبات والتطور
- الليل في الشعر الجاهلي.
- موقف الحداثة من الدين واللغة.
- الرموز والإشارات في رواية أولاد حارتنا.
- النقد في ظلال الرسول والخلفاء الراشدين.
- من ذخائر التراث العربي.
- عنترة بن شداد شاعر الحب والحرب.
- نظرات في مصادر التراث العربي.
- كبرياء المتنبي من شعره.
- النقد الأدبي في ظلال الأمويين.
- النماذج البشرية في شعر ابن الرومي.
- التصوير الحسي في شعر المكفوفين.

الجمعيات العلمية
- اتحاد الكتاب بمصر.
- جمعية الشبان المسلمين.
- الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة.
- رابطة الأدب الإسلامية.
- جبهة علماء الأزهر.
- رابطة الأدب الحديث.
- جمعية الخدمات الأدبية.
- جمعية جوامع الخير الإٍسلامية.

الرسائل الجامعية:
أشرف ويشرف على العديد من الرسائل الجامعية منها:
- عناية المتنبي بديوانه (دكتوراه).
- ابن شهيد الأندلسي (ماجستير).
- قاسم مظهر (ماجستير).
- الاغتراب في شعر ابن غين (ماجستير)
وغيرها من الرسائل التي أشرف عليها أو ناقشها.

التخصص: الأدب والنقد (القديم)
- يعمل الآن بكلية الآداب للبنات بالدمام، المملكة العربية السعودية.




*****






نقد رواية أولاد حارتنا


[size=16]مقدمة وتمهيد
الفصل الأول : مضمون الرواية .
الفصل الثاني : رموز الرواية
الفصل الثالث : إشارات الرواية
الفصل الرابع : الدين والعلم في روايات نجيب محفوظ
الفصل الخامس : نظرة فنية في هذه الرواية .
الفصل السادس رموز الرواية وإشاراتها بين الأدباء والنقاد
الخاتمة :






تابعونا ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منار الشحات
عضو سوبر
منار الشحات


عدد المساهمات : 891
عدد النقاط : 17563
تقييم العضو ( هام جدا ) : 100
تاريخ التسجيل : 24/05/2010
العمر : 30
الموقع : sadat20100.yoo7.com

نقد أدبى لـ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد أدبى لـ   نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالأحد يونيو 06, 2010 1:18 am

مقدمة وتمهيد


أولاد حارتنا رواية رمزية أو لنقل إنها مجموعة من الحكايات التي تحاول اتخاذ التاريخ البشري على مر العصور ميدانا لأحداثها ، فقد اعتمد نجيب محفوظ فيها على الجانب التاريخي اعتمادا كاملا ، ولقد أثارت تلك الرواية ضجة كبيرة ما بين مؤيد ومعارض وقد اعترض عليها الأزهر (كما ذكر نجيب محفوظ في حواره مع الصحفي والكاتب محمود فوزي) وأدى هذا الاعتراض إلى عدم نشرها
يقول نجيب محفوظ (
اعترافات نجيب محفوظ ، محمود فوزي ص 88 دار الشباب العربي ) " عندما نشرت هذه الرواية في حلقات مسلسلة في جريدة الأهرام ، اعترض عليها الأزهر بشدة ، وهاجمها الشيوخ ، ثم فوجئت بالمرحوم صيري الخوي يزورني ، ويقول لي : الريس جمال يبقولك أوقف نشر هذه الرواية ، وكان من الأمور الطبيعية في ذلك الوقت في فترة الستينات أن يحدث منع أو مصادرة لكتاب ، ولم يكن الأمر بالطبع وقتها يسمح بالاعتراض ، وما حدث هو أن شيوخ الأزهر قد قرءوا الرواية بعين رجال الدين ، وليس بعين الأدباء والنقاد ، فاعتقدوا أنها تمس الدين ، فأرسلوا شكاوى إلى جمال عبد الناصر الذي اهتم بالموضوع ، والحقيقة أنهم لم يقرءوا الرواية ، فأولاد حارتنا ليس نصا دينيا ، ولكنها عملا أدبيا " ( هكذا وجدت في النص المكتوب ، وفي هذا خطأ نحوي ، والصواب : عمل أدبي
)

من هنا أدرت أن أقرأ الرواية ، دون أن أقرأ قبلها شيئا يكون له تأثير على نظرتي الدينية أو الأدبية ، حتى نخرج منها
(من خلال القراءة المتأنية )
إلى حقيقة الأمر ، فهل الشيوخ لم يقرءوها كما ذكر نجيب محفوظ في نهاية النص ؟ أم أنهم قرءوها بعين رجال الدين كما ذكر وسط النص ذاته ؟ وهل هناك علاقة بين الرواية والأديان ؟ وهل تتعارض مع العقيدة والدين ؟
هذه أمور تجعل قراءة
" أولاد حارتنا "
قديمة جديدة ، وتسمح بإعادة الحديث عنها .

وإذا كان هناك الكثيرون ممن تصدوا للرواية وتناولوها ، سواء بالتقريظ أو بالتجريح ، فإن أحدا منهم
(فيما أتصور ) لم يوثق نصوصه ، ومن ثم كان اتهام هؤلاء بأنهم لم يقرءوا الرواية ، كما أن أحدا منهم (فيما أعتقد )
لم يربط بين اتجاه نجيب محفوظ في "أولا د حارتنا " وبين اتجاهه في غيرها من الروايات ، حتى نتعرف على فكر الرجل ، ونظرته للدين والعلم .

فالرواية تقع في مائة وأربعة عشر فصلا ، بعدد سور القرآن الكريم ، وهذا أمر فظن إليه كثيرون فقد ذكر ستوري ألن سكرتير الأكاديمية السويدية ذلك في حفل توزيع جوائز نوبل ، حيث قال " وللقراء الكثيرين الذين اكتسبهم نجيب محفوظ من خلال الثلاثة خلفيتها الواسعة التي تصور الحياة المعاصرة جاءت "أولاد حارتنا " كالمفاجأة ، فالرواية تمثل التاريخ الروحي للبشرية ، وقد قسمت إلى فصول بعدد سور القرآن الكريم ، أي 114 فصلا ، وشخصيات الإسلام واليهودية والمسيحية العظيمة تجئ متخفية لتواجه مواقف مملوءة بالتوتر فرجل العلم الحديث يمزج بنفس الجدارة بين إكسير الحب وبعض المواد المتفجرة ، وهو يتحمل مسؤولية موت "
الجبلاوي " أو الإله ، ولكنه يفنى هناك بريق أمل في نهاية الرواية . (نجيب محفوظ الأسطورة الخالدة ص 11 خليل تادرس . مطبعة النصر 1989م)


وما من شك في أن هذه الرواية الرمزية قد تعرضت لكثير من الأمور الدينية ، سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية ، أو غيرها وتناولت الكثير من المقدسات الإٍسلامية أو مسيحية أو يهودية أو غيرها ، وتناولت الكثير من المقدسات الإسلامية وهذا ما أثار عليها وعلى كاتبها ردود فعل عنيفة ، مما جعل الرواية لا تظهر في مصر في كاتب كامل ، وإنما نشرت بعض فصولها في الصحف ، بيد أنها نشرت كاملة في بيروت .
ومن ثم فإني أحاول أن أصل إلى رأي في الرواية معتمدا على ما فيها دون تحيز أن تعصب ، وأن أبني ما أقول على ما كتبه الكاتب الكبير في روايته .

وقد بينت هذا البحث على تمهيد وستة فصول ، وخاتمة .
تناولت في التمهيد
: نشأة نجيب محفوظ وأثرها في فكره وأدبه .

ثم عرضت في الفصل الأول
: مضمون الرواية بإيجاز ، حتى يكون القارئ على بينة بما ورد فيها ، وخاصة أن الرواية لم تنشر في مصر .

وعقدت الفصل الثاني
: للرموز التي تناولها الكتاب في روايته ، وما ترمز إليه بالدليل والبرهان .

وفي الفصل الثالث
: تناولت الإشارات التي وردت في الرواية ، ومدلولاتها ، من خلال الواقع التاريخي ، مؤيدا ما أراه بالبراهين والحجج الدالة على صدق ما أرى .

وفي الفصل الرابع
: تناولت موقف الكتاب في رواياته من الدين والعلم ، من خلال شخصياته ، حتى نصل من خلال ذلك لفكر الكاتب .

أما الفصل الخامس
: فقد تناولت فيه الرواية من الجانب الفتي ، ومدى تأثر الرواية بالهدف الذي أراد الكاتب أن يصل إليه من ورائها .

وفي الفصل السادس
: تناولت آراء الأدباء والنقاد لرموز الرواية وإشاراتها ، معقبا على كل رأي بما أعتقده .

ثم كانت الخاتمة
التي ذكرت فيها بعض ما انتهيت إليه من نتائج من خلال هذا البحث .

وأخيرا :
فإني أرجو أن أكون وفقت إلى الوصول إلى رأي منصف يعتمد على استنتاج صادق .
فإن كان التوفيق فهو من الله عز وجل ، وإلا فحسبي أني اجتهدت . والله من وراء القصد
د . إبراهيم محمد قاسم .




****



تمهيد : نشأة نجيب محفوظ وأثرها في أدبه .


من المسلم به أن الفن ذو علاقة وطيدة بالحياة ، كما أنه من المؤكد أن هناك علاقة وثيقة بين المبدع والعملية الإبداعية ، ولذلك فإن الربط بين الكاتب وحياته وبيئته أمر ضروري ، ومن ثم فإن علينا أن نتعرف على نشأة نجيب محفوظ وصداها في أدبه .
ولد نجيب محفوظ في حي الجمالية ، وكان ذلك عام 1911 م في وقت من أوقات التحول الاجتماعي التغيير الجغرافي بالنسبة لسكان القاهرة . ثم انتقلت أسرته إلى العباسية عام 1924 م وإن كان تأثير حياته الأولى في الجمالية أقوى وأظهر في إبداعه الروائي فلم ينس نجيب محفوظ (بعد أن رحل إلى العباسية ) أصدقاء الطفولة في الجمالية ، حيث كان يأتي إليها بين الحين والحين ، وتأثر بها إلى حد كبير . (انظر : نجيب محفوظ الأسطورة الخالدة ص 19، 20 و" نجيب محفوظ يقول " رجب حسن ص 112 الهيئة المصرية العامة ) وقد عاش نجيب محفوظ في تلك الفترة عيشة شوارعية بمعنى الكلمة ، وعرف كثيرا من ألوان الحياة التي صورها في قصصه الحافلة . (انظر الرجل والقمة . بحوث ودراسات . اختيار فاضل الأسود . مقال عباس خضر " نجيب محفوظ نشأته انعكاسها في أدبه " ص 240)

وقد درس نجيب محفوظ في أثناء دراسته الجامعية الفلسفة ، إلى جانب اهتمامه بالأدب ، وهو يقول عن هذه المرحلة : " كنت أمسك بيد كتابا في الفلسفة وفي اليد الأخرى قصة طويلة ، من قصص توفيق الحكيم ، أو يحي حقي ، أو طه حسين ، وكانت المذاهب الفلسفية تقتحم ذهني في نفس اللحظة التي يدخل فيها أبطال القصص من الجانب الآخر ، ووجدت تنفس في صراع رهيب بين الأدب والفلسفة ، صراع لا يمكن أن يتصوره إلا من عاش فيه ، وكان على أن أقرر شيئا أو أجن ، ومرة واحدة قامت في ذهني مظاهرة من أبطال " أهل الكهف " الذين صورهم توفيق الحكيم ، و" البوسطجي " الذي رسمه يحي حقي ، والفلاح الصغير الذي لا يعرف الدنيا أبعد من حدود عيدان الغاب المنتصبة من حافة الترعة في رواية " الأيام " لطه حسين ، وأشخاص كثيرون من أبطال قصص محمود تميمور ، كلهم كانوا يسيرون في مظاهرة واحدة ، وإذا كان نجيب محفوظ قد اهتم بدارسة الأدب والفلسفة ، فإنه قد تأثر كذلك في قراءاته بكثير من الكتاب ، ولكن كان لسلامة موسى أثر قوي في تكوينه الفكري ، حيث وجهه إلى شيئين مهمين ، (كما يذكر نجيب محفوظ ) هما العلم والاشتراكية ، كما شجعه على الكتابة ، وقد أعجبته رواية " عبث الأقدار " ونشرها لنجيب في " المجلة الجديدة " ، كما نشر له بعض أقاصيصه في " الرواية " ومجلتي " (نجيب محفوظ الطريق والصدى د . على شلش ص 89 الهيئة العامة لقصور الثقافة 1993م )

وهو يقول عن أثر سلامة موسى في تفكيره " كان لسلامة موسى أثر قوي في تفكيري ، فقد وجهني إلى شيئين مهمين هما العلم والاشتراكية ، ومنذ دخلا مخي لم يخرجا منه إلى الآن ، وكان الأديب الوحيد الذي قرأ رواياتي الأولى وهي مخطوطة ، قرأ ثلاث روايات ، وقال لي : إن عندي استعدادا ، ولكن الروايات غير صالحة للنشر ، ثم قرأ الرواية الرابعة ، وكانت " عبث الأقدار " وأعجبته ونشرها كاملة " (نجيب محفوظ من القومية إلى العالمية . فؤاد دوارة ص 219 الهيئة المصرية العامة للكتاب 1989م)


وتأثر نجيب محفوظ كذلك في أدبه بما قرأ لطه حسين والعقاد ، وغيرهما ، ممن يطلق بعض الكتاب عليهم " المنورين" أو أصحاب الدعوة إلى التنوير (انظر نجيب محفوظ الأسطورة الخالدة . خليل تادرس ص 30) وممن كان لهم أثر في كتاباته .
كما كان للمسرح دور أساسي في تكوين وعيه الفكري وثقافته ، وهو يقول عن ذلك : " كنت من أشد المغرمين بالذهاب إلى المسرح ، ولم أكن أترك مسرحية واحدة دون أن أشاهدها (انظر نجيب محفوظ من القومية إلى العالمية . فؤاد دوارة ص 197) وقد أعجب بكثير من كتاب المسرح العالمي ، كشكسبير الذي تأثر به كثيرا ، ويوجين أونيل ، وصمويل بيكيت ، ومن كتاب المسرح المصري : توفيق الحكيم ، ونعمان عاشور ، والفريد فرج ، وسعد الدين وهبة ، وعلى سالم (انظر المرجع السابق)


وإذا كان الأدب قد انتصر على الفلسفة في عقل نجيب محفوظ ، فإن أثر الفلسفة ظل واضحا في كتاباته ، حيث لم تتوقف قراءاته الفلسفية وإن قلت بعض الشيء .
وقد سئل عن أثر دراسة الفلسفة في كتاباته فأجاب : " إن الفلسفة دخلت في أكثر من عمل من أعمالي ، والفلسفة تؤثر في الأعمال الأدبية بصور مختلفة ، فهناك شخصيات متفلسفة أو متأثرة في سلوكها وأحاديثها بالأفكار الفلسفية ، وهي كثيرة في رواياتي (انظر المرجع السابق ) وكذلك كان للعلم أثره في تفكيره ، وفي نظرته للأشياء ، كما كان له دور بارز في كتاباته الأدبية ، وفي رواياته بصفة خاصة ، كما سيتضح مما ستعرضه فيما بعد إن شاء الله تعالى .

وإذا كان نجيب محفوظ قد تأثر بعوامل متعددة كان لها دور في تكوين شخصيته وتشكيل عامله الثقافي ، فقد كان لبيئته كذلك أثرها في تكوينه ، لأن الأديب ابن البيئة ، وامتداد لما فيها من أماكن ومعالم . "ولهذا انعكست قاهرة المعز بكل تفاصيلها ودقائقها في أدب نجيب محفوظ ، فهو يحتفي ويحتفل في أدبه بعاداتها وتقاليدها وموروثاتها الاجتماعية " (انظر اعترافات نجيب محفوظ. محمود فوزي ص 14 دار الشباب العربي القاهرة )

لقد تعلق نجيب محفوظ بالقاهرة ،وبدا تعلقه بها وتأثرها بما فيها في كتاباته بصفة عامة ، وفي رواياته بصفة خاصة ، ولذلك ظهرت القاهرة بأحيائها الشعبية المختلفة في هذه الروايات ، بل وجدنا هذه الأحياء عناوين لبعض رواياته مثل : السكرية ، بين القصرين ، قصر الشوق ، خان الخليلي ، روض الفرج . كما نجد في رواياته وقصصه : مصر القديمة ، القاهرة الجديدة ، ثرثرة فوق النيل ، الحب فوق هضبة الهرم ، وغير ذلك من القصص والروايات التي نجد فيها صدى ارتباط الكاتب ببيئته .
وقد مر نجيب محفوظ في حياته الأدبية بمراحل ثلاث ، حيث بدأ بالمرحلة التاريخية ، فكتب
" عبث الأقدار عام 1939م ، و" رادوبيس " عام 1943م و" كفاح طيبة " عام 1944م ثم انتقل إلى المرحلة الواقعية ، حيث كتب " القاهرة الجديدة " عام 1945م وخان الخليلي عام 1946م و" زقاق المدق " عام 1947 م و" السراب " عام 1948م و " بداية ونهاية 1949م . ثم كانت ثلاثياته : بين القصرين ، وقصر الشوق ، والسكرية عام 1957 م ثم كانت المرحلة الفلسفية التي كتب خلالها "أولاد حارتنا" 1959م " واللص والكلاب " 1961م و "السمان والخريف" عام 1962م و "الطريق" 1964 وغير ذلك من الروايات .

وقد فاز الأديب الكبير بجائزة نوبل عام 1988م

كما حصل على الكثير من الجوائز والأوسمة قبل هذه الجائزة ، ففاز بجائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية "روادوبيس" عام 1943م وفاز بجائزة المعارف عن رواية " كفاح طيبة" عام 1944م وفاز بجائزة مجمع اللغة العربية عن رواية "خان الخليلي" عام 1946م وفاز بجائزة الدولة التشجيعية في الأدب عن رواية " قصر الشوق " عام 1957م وحصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962م وفاز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1970م وحصل على جائزة رابطة التضامن الفرنسية العربية عن "الثلاثية" ومنح الدكتوراه الفخرية من جامعة المنيا عام 1984م وحصل على قلادة النيل عام 1988 ، ومنح الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة عام 1989م (انظر حول الدين والديمقراطية . نجيب محفوظ ص 244 الدار المصرية النباتية 1990)

وأعمال نجيب محفوظ الأدبية كثيرة ومتعددة ، فقد كتب أكثر من ثلاثين رواية وسبع مسرحيات ، وأربع عشرة مجموعة قصصية قصيرة ، كما قام بالعديد من الترجمات ، وكتب للأطفال ، وله مجموعة مقالات ، وترجمت أغلب أعماله إلى اللغات المختلفة من إنجليزية وفرنسية وألمانية وصينية وسويدية .
وعلى ذلك نجد الكاتب الكبير قد فرض نفسه على الساحات الأدبية بما أنتجه من أعمال ، وما أبدعه من قصصه التي انتشرت وذاعت .
ومن ثم كان لزاما أن تكون وجهات النظر حوله وحول إبداعه الأبي ونتاجه الفكري مختلفة ومتباينة ، ونظرا للآراء والأفكار المتعددة التي طرحها في كتاباته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منار الشحات
عضو سوبر
منار الشحات


عدد المساهمات : 891
عدد النقاط : 17563
تقييم العضو ( هام جدا ) : 100
تاريخ التسجيل : 24/05/2010
العمر : 30
الموقع : sadat20100.yoo7.com

نقد أدبى لـ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد أدبى لـ   نقد أدبى لـ I_icon_minitimeالأحد يونيو 06, 2010 1:19 am

الفصل الأول : مضمون الرواية

.

تبدأ الرواية بمقدمة يقول فيها الكاتب "هذه حكاية حارتنا ، أو حكايات حارتنا ، وهو الأصدق ، لم أشهد من واقعها إلا طوره الأخير الذي عاصرته ، ولكنى سجلتها جميعا كما يرويها الرواة ، وما أكثرهم ، جميع أبناء حارتنا يروون هذه الحكاية ، يرويها كل كما يسمعها في قهوة حية ، أو كما نقلت إليه من خلال الأجيال ، ولا سند لي فيما كتبت إلا هذه المصادر " (انظر أولاد حارتنا ص 5 دار الآداب . بيروت . الطبعة الخامسة 1986)
ثم تحدث عن البيت الكبير على رأس الحارة من ناصيتها المتصلة بالصحراء ، وقال على لسان أحد ساكنيها في حسرة " هذا بيت جدنا ، جميعنا من صلبه ، ونحن مستحقو أوقافه ، فلماذا نجوع وكيف نضام ؟" (نفس المرجع )
ويجعل هذا الجد لغزا ، يحير العقول ، ولا يستطيع أحد أن يجزم في حقيقته بكلام مؤكد موثوق منه : " وهذا جدنا لغز من الألغاز ، عمر فوق ما يطمع إنسان أو يتصور ، حتى ضرب المثل بطول عمره ، واعتزل في بيته الكبير منذ عهد بعيد ، فلم يره منذ اعتزاله أحد" (انظر المرجع السابق )
ويتحدث عن الروايات المختلفة في شأن هذا الجد " الجبلاوي " فيقول: "سمعت مرة رجلا يتحدث عنه فيقول : هو أصل حارتنا ، وحارتنا أصل مصر أم الدنيا ، عاش فيها وحده ، هي خلاء خراب ، ثم امتلكها بقوة ساعده ومنزلته عند الوالي ، كان رجلا لا يجود الزمان بمثله ، وفتوة تهاب الوحوش ذكره ، وسمعت آخر يقول عنه : كان فتوة حقا ، ولكنه لم يكن كالفتوات الآخرين ، فلم يفرض على أحد إتاوة ، ولم يستكبر في الأرض ، وكان بالضعفاء رحيما ، ثم جاء زمان فتناولته قلة من الناس بكلام لا يليق بقدره ومكانته ، وهكذا حال الدنيا " (ص 6)

ثم يقول على لسان أحد ساكني الحارة " أليس من المحزن أن يكون لنا جد مثل هذا الجد دون أن نراه أو يرانا ؟ أليس من الغريب أن يختفي هو في هذا البيت الكبير المغلق ، وأن نعيش نحن في التراب ؟ وإذا تساءلت عما صار به وبنا إلى هذا الحال سمعت من فورك القصص ، وترددت على أذنيك أسماء أدهم وجبل ورفاعة وقاسم ، ولن تظفر بما يبل الصدور أو يريح العقل " (انظر ص 6)
ثم ذكر أنه شهد العهد الأخير من حياة تلك الحارة ، وعاصر الأحداث التي دفع بها إلى الوجود " عرفة " ابن الحارة البار ، وأن أحد أصحاب عرفة يرجع إليه الفضل في تسجيل حكايات الحارة على يد الكاتب ، فقام بتنفيذ اقتراحه . (انظر ص 7)

أدهم
يذكر الكاتب أن مكان الحارة " كان خلاء ، فهو امتداد لصحراء المقطم الذي يربض في الأفق ، ولم يكن بالخلاء من قائم إلا البيت الكبير الذي شيده الجبلاوي ، كأنما ليتحدى به الخوف والوحشة وقطاع الطريق " (انظر ص 11)
وبعد وصف البيت وذكر حدوده ، انتقل إلى الأحداث التي دارت داخله : "ويوما دعا الواقف أبناءه إلى مجلسه بالبهو التحتاني المتصل بسلالم الحديقة ، وجاء الأبناء جميعا ، إدريس وعبا س ورضوان وجليل وأدهم ، في جلابيبهم الحريرية ، فوقفوا بين يديه ، وهم من إجلاله لا يكادون ينظرون نحوه إلا خلسة " (انظر ص 11)
ويذكر أن صاحب البيت " يبدو بطوله وعرضه خلقا فوق الآدميين ، كأنما هبط من كوكب آخر " كما أنه " جبار في البيت كما هو جبار في الخلاء ، وأنهم حياله لا شيء" (انظر ص 11)
ثم تدور الأحداث ، حيث " التفت الرجل نحوهم دون أن يبرح مكانه ، وقال بصوت خشن عميق ، تردد بقوة في أنحاء البهو الذي توارت جدرانه العالية وراء ستائر وطنافس : أرى من المستحسن أن يقوم غيري بإدارة الوقف .
وتفحص وجوههم مرة أخرى ، ولكن لم تنم وجوههم على شيء ، لم تكن إدارة الوقف مما يغري قوما استحبوا الفراغ والدعة وعربدة الشباب ، وفضلا عن هذا فإن إدريس الأخ الأكبر هو المرشح الطبيعي للمنصب " (ص 12) لكن كان اختيار الجبلاوي مخالفا لما كان منتظرا وطبيعيا ، فقد استطرد قائلا : قد وقع اختياري على أخيكم أدهم ليدير الوقف تحت إشرافي (ص 5)
وكان ذلك وقع الدهشة في نفوسهم ، والغضب في باطن إدريس الذي قال بإصرار : ولكنني الأخر الأكبر .
فقال الجبلاوي مستاء : أظن أنني أعلم ذلك ، فأنا الذي أنجبتك .
فقال إدريس وحرارة الغضب آخذة في الارتفاع : للأخ الأكبر حقوق لا تهضم إلا لسبب.
فحدجه الرجل بنظرة طويلة كأنما يمنحه فرصة طيبة لتدبر أمره ، وقال : أؤكد لكم أني راعيت في اختياري مصلحة الجميع .
لكن غضب إدريس لا ينتهي فاندفع يقول بغير ضابط : إني وأشقائي أبناء هانم ، من خيرة النساء ، أما هذا فابن جارية سوداء .
وبعد أخذ ورد بين الجبلاوي وإدريس أراد الجبلاوي أن يبين الحكمة في هذا الاختيار فقال : آدهم على دراية بطباع المستأجرين ، ويعرف أكثرهم بأسمائهم ، ثم إنه على علم بالكتابة والحساب " (انظر ص 13-14)
وظل إدريس على غضبه والجبلاوي على إصراره ، بينما رضخ بقية الأبناء لأمره ، مما جعل إدريس يتهمهم بالجبن ، وظل على عناده ورفضه لاختيار الجبلاوي ، وبلغ به الغضب حد الجنون ، حتى قال له الجبلاوي :
اغرب بعيدا عن وجهي .
- هذا بيتي فيه أمي وهي سيدته دون منازع .
- لن ترى فيه بعد اليوم وإلى الأبد " (ص 15)
وبعد حوار غاضب بين الجبلاوي وإدريس ، تم طرد إدريس من البيت الكبير .
وبدأ أدهم يهتم بشؤون الوقف " ويعمل بهمة في تحصيل أجور الأحكار ، وتوزيع أنصبة المستحقين وتقديم الحساب إلى أبيه ، وأبدى في معاملة المستأجرين لباقة وسياسة ، فرضوا عنه ، وعلى رغم ما عرف عنهم من مشاكسة وفظاظة ، وكانت شروط الوقف سرا لا يدري بها أحد سوى الأب ، فبعث اختيار أدهم للإدارة الخوف أن يكون هذا مقدمة لإثاره في الوصية ، والحق أنه يبد من الأب قبل ذلك اليوم ما ينم عن التحيز في معاملته لأبنائه " (ص 2)
ومرت الأيام بأدهم وهو يعمل جادا ، إلى أن كان يوم يسير فيه أدهم في حديقة القصر " ووقف ينظر إلى ظله الملقى على الممشى بين الورود ، فإذا بظل جديد يمتد من ظله واشيا بقدوم شخص من المنعطف خلفه ، بدا الظل الجديد كأنما يخرج من موضع ضلوعه ، والتفت وراءه فرأى فتاة سمراء وهي تهم بالتراجع عندما اكتشفت وجوده ، فأشار بالوقوف فوقفت ، وتفحصها مليا ، ثم سألها برقة :
-من أنت ؟
فأجابت بصوت ملعثم: أميمة " (ص 19)
وذات يوم يمر بالبيت إدريس ، ويمطر الجبلاوي وأهل البيت بلعناته ، ويظل الأخوة كل منهم في شأنه ، حتى تزوج أدهم من أميمة ، ووجد معها سعادة لم يعرفها من قبل .
وفي يوم من الأيام يأتي إدريس إلى أدهم أثناء إدارته للوقف واستقباله مستأجري الأحكار ، وطلب من أدهم أن يسدي إليه معروفا ، وسأله أدهم عن حاجته " فربت إدريس كتف أدهم بامتنان وقال :
- أريد أن أعرف هل حرمني أبي حقي في الميراث ؟
- كيف لي بمعرفة هذا ؟ ولكن إن سألتني عن رأي . فقاطعه إدريس قلقا :
- إني لا أسألك عن رأيك ، ولكن عن رأي أبيك .
- إنه كما تعلم لا يصارح أحدا بما يدور في رأسه .
- ولكنه دور شك قد سجله في حجة الوقف .
فهز أدهم رأسه دون أن ينبس ، فعاد إدريس يقول :
- كل شيء في الحجة .
- لا علم لي بها ، وأنت تعلم أن أحدا في بيتنا لا يدري عنها شيئا وعملي في الإدارة يسير تحت إشراف أبي الكامل " (ص 38)

وظل إدريس يلح على أدهم ويغريه مظهرا له كثيرا من التلطف والمودة إلى جانب إشعاره بما يعانيه من شقاء وتعاسة ، ولكن أدهم لا يبدي موافقته وتستنكر هذا الأمر لعلمه أن أباه قد حرم على الجميع دخول الحجرة التي أودع فيها تلك الحجة ، وعندما يخبر أميمة بما دار بينه وبين إدريس ، إذا بها تحرضه على أن يطلع على الحجة ، حتى انقاد أدهم لذلك ، وتسلل إلى الحجرة في خوف ، ودخلها ، وفتح الصندوق الذي يداخله الحجة ، وفتحها ، ولكن ما لبث أن رأى الجبلاوي أمامه ، حيث فاجأه في تلك اللحظة ، فتجمد أدهم في مكانه " وتخلت عنه قوى الكلام والحركة والتفكير ، وأمره الجبلاوي قائلا :
- اخرج
- لكن أدهم لم يستطع حراكا ، بقي في موقفه كالجماد ، إلا أن الجماد لا يشعر بالقنوط ، وهتف الأب : اخرج . أيقظه الرعب من تجمده فتحرك ، وتخلى الأب عن الباب ، فغادر أدهم الخلوة والشمعة ما تزال تحترق في يده ، ورأى أميمة واقفة وسط الحجرة صامتة ، والدمع ينحدر تباعا من مقلتيها " (ص 47)
وعلم الجبلاوي من أدهم أن إدريس هو الذي دفعه إلى هذا العمل المحرم ، وأن أميمة كانت تحرضه على معاونة إدريس في الاطلاع على الحجة ، ولكن الجبلاوي أمر أدهم وأميمة بمغادرة البيت ، وبمجرد أن خرجا وجدا إدريس يدوي ضحكة ساخرة مخمورة شامتا في أدهم ، الذي أدرك خبث حيلته وسوء طويته ، ويقيم أدهم وأميمة في كوخ بنياه عند الطرف الغربي للبيت الكبير ، وأخذ أدهم يسعى في سبيل رزقه ويعمل بياعا للبطاطا ، يدفع العربة أماه ليل نهار .
ورزق أدهم بذكرين ، وأسماهما قدري وهمام ، وكبر الولدان وراحا يرعيان أغنامهما ، ويتجاذبان أطراف الحديث ، فكان قدري يتحدث عن جده الجبلاوي دون احترام أو توقير ، ولكن رأى همام في جده كان مختلفا (ص 54-72)
وذات يوم رأى قدري فتاة جميلة تتجه نحوهما ، إنها هند ابنة عمه إدريس التي تعلق بها ، وأحبها ، فأخذها قدري وتنحى بها جانبا ، وانشغل عنهما همام بغنمه ، وظل يحدث نفسه عن تلك العداوة والكراهة الشديدة بين الأخوين : أدهم وإدريس (ص 72-82)
وبينما أسرة أدهم جالسة أما الكوخ تتناول عشاءها ، إذا بعم كريم بواب البيت الكبير يبلغهم أن سيده الكبير يدعوهما لمقابلته فورا ، وأحس قدري تحيز جده وتمييزه هماما ، فثار وغضب ، لكن أدهم يأمر هماما بأن يذهب إلى البيت الكبير ، فيفعل ، ويلتقي بالجبلاوي الذي يتيح له الفرصة بالعيش في البيت الكبير ، والزواج فيه ، ولكن قدري يغضب لإيثار همام بذلك ، وتحدث مشادة حامية بينهما تنتهي بمقتل همام ويعود قدري إلى الكوخ دون أخيه ، حيث يتركه في الخلاء دون أن يدفنه ، وحرزن أدهم لذلك حزنا شديدا ، ويخرج مع قدري ليبحثا عن جثة همام ، ثم يقومان بدفنه في إحدى المقابر ، بينما يشمت إدريس في مصاب أدهم (ص 82-108)
وذات ليلة التقى أدهم بالجبلاوي الذي أخيره بعفوه عنه ، بعد أن كان اليأس يملؤه ، ولكن بكاءه وندمه كانا السبب في هذا العفو الذي سعد به أدهم ، كما أخبره الجبلاوي بأن الوقف سيكون لذريته ، وما لبث أن مات أدهم وأميمة وإدريس . (ص 108-112)

جبل
مات أبناء الجبلاوي مبكرين ، ولم يبق من سلالتهم ، إلا الأفندي ناظر الوقف في ذلك الوقت ، وامتلأت الحارة بالزحام والضجيج ، وظهر الفتوات ، حيث كان زقلط أحدهم ، فاتخذه ناظر الوقف منفذا لأوامره ، وعاش الناظر فوق الجميع ، أما الأهلي فتحت الأقدام ، وإذا عجز مسكين عن أداء الإتاوة انتقم منه فتوة الحي شر انتقام ، ونفد صبر آل حمدان ، الذين يقيمون في الحي بحياتهم البائسة برغم كونهم من نسل الجبلاوي ، فقد كانوا يطمعون في الوقف ، وكان الناظر قد أضاع عليهم حقهم فيه . (ص 115-127)
وفي بيت الأفندي تربي "جبل" الذي لم يعرف من الدنيا إلا هذا البيت بالرغم من أنه من آل حمدان ، لكن " هدى" زوجة الأفندي تبنته ، ومال قلبها إليه ، بعد أن حرمها العقم من نعمة الأمومة ، ولما بلغ جبل رشده ولاه الأفندي إدارة الوقف ، وعاش جبل في صراع بين وفائه لمن تنبته ، وعدم تنكره لأصله من الحمدانيين .

وكان جبل غير راض عن الظلم الواقع في الحارة ، وذات يوم يرى "قدرة" أحد فتوات الحي يضرب "دعبس " فاستغاث بجبل ، الذي ركل "قدرة" فألقاه جانبا ، وظل يضربه حتى أغمي عليه ، وفوجئ جبل بأن قدرة قد مات ، فندم جبل ندما شديدا على ذلك (ص127-140)
وبدأ الفتوات يتساءلون عن سر اختفاء قدرة ، وسرت شائعة بأن آل حمدان هم الذين قتلوه ، وأراد زقلط أن يعاقب آل حمدان ، حتى لا يضيع هيبته الفتوات ، وأخذ جبل يدافع عن أهل الحي ، فغضب الأفندي لذلك ، وانتهى الموقف بخروج جبل واختفائه ، وعاد إلى آل حمدان .(ص 140-148)
ورأى جبل مشاجرة بين "دعبس " و"كعبلها " حيث راح دعبس يكيل له الضربات ، فغضب جبل وانقض عليه وقبض على عنقه ، فقال له دعبس "أتريد أن تقتلني كما قتلت قدرة ؟ فدفعه جبل بقوة فارتمى في ناحية ، وتركه جبل وهرب في هدأة الليل (ص 151-153) وخرج في طرقه فجذب سمعه ضوضاء اشتدت حول كشك حنفية ماء عمومية ، ورأى تزاحم الناس لملء أوعيتهم ، وندت صرخات من فتاتين غرقتا في لجة الزحام ، فملأ لهما صفيحتهما ، وجاء أبوهما ، " المعلم البلقيطي الحاوي" عندما تأخرتا ، فعلم ما كان من شهامة جبل معهما ، وعرف البلقيطي قصة جبل ، فأخذه إلى بيته ، وهيأ له عملا معه في ترويض الثعابين ، وزوجه ابنته شفيقة ، واستطاع جبل أن يبرع في ترويض الثعابين والحيات (ص154-171)
ويعود جبل إلى حي آل حمدان خفية ، ويتشاور مع أهل الحي في كيفية الوقوف في مواجهة الفتوات .

وذات ليلة كان جبل قد رغب في المشي منفردا فبدا له شخص ليس كمثله أحد ي الحارة أو الناس جميعا ، وفزع جبل وامتلأ رهبة ، لكن هذا الشخص قال له : "لا تخف أنا جدك الجبلاوي " فطلب جبل أن يراه فقال الجبلاوي " لكنك لن تراني في الظلام ، ثم أخبر جبلا أن النجاح سيكون حليفه . (ص 176-178)
ويعلم الأفندي وزوجه بعودة جبل ، وأنه جاء مطالبا بحقوق آل حمدان ، فيضيق الأفندي بذلك ويتوقع آل حمدان شرا ، ولكن تجري أحداث غريبة في الحارة ، حيث تنتشر الثعابين ، فيتطوع جبل لا ستخراجها ، مستعينا بما اكتسبه من البلقيطي ، لكن نشاط الثعابين لم يتوقف ، فقد ظهر ثعبان ضخم في بيت الناظر ، وأمرت الهانم بدعوة جبل الذي يشترط كلمة شرف باحترام آل حمدان في كرامتهم وحقهم في الوقف ، فرضخ الأفندي ، واستطاع جبل تطهير الحارة من الثعابين ، ولكن الناظر يقرر الخلاص من آل حمدان ، بينما يحاول جبل وأهله أن يحتالوا على الفتوات ، حيث صنعوا لهم كمينا في بيت حمدان ، كما اتفقوا على ترك الباب مفتوحا ، وحفروا في مدخل الدار حفرة عميقة ، بمجرد أن دخل منها الفتوات سقطوا فيها ، وكان الفتوة حمودة أول الهالكين ، وراح الفتوات يصرخون ، لكن ، آل حمدان ظلوا يضربونهم بالنبابيت ، وهم يرددون في الحفرة نظرات ذاهلة ، ويقولون : هذه عاقبة الظالمين . (ص 182-196)
وذهب جبل وأهله إلى بيت الأفندي الذي رجاه أن يقوم بالصلح بين الجميع وأن يعيد لآل حمدان حقوقهم في سبيل عفو جبل عنه . (ص197-201)
وقد حدثت مشادة بين " دعبس " و"كعبلها " فضرب دعبس صاحبه في عينه اليمنى فصفاها ، فكان قرار جبل أنه " عين بعين والبادي أظلم " وأمر كعبلها أن يفقأ عين دعبس على مرأى من الجميع . (ص207-208)

رفاعة

بعد عشرين سنة من العبد عن الحارة ، عاد شافعي ومعه امرأته " عبدة " على أمل أن يعيشا في سلام ، وعلى رجاء أن يخرج الجبلاوي من عزلته ، وإن بقي الشر في الحارة متمثلا في الفتوات "زنفل" ومن بعده " خنفس " وظل فيها ناظر الوقف "إيهاب" (ص 213-217)
ونشأ رفاعة ابن شافعي في الحارة ، وهام بسماع أخبار الجبلاوي وأدهم وجبل ، وقد التقى يوما بعم جواد الشاعر الضرير الذي يتحسس رأسه وقسمات وجهه ويقول له : بديع ، بديع ، ما أشبهك بجدك ، وترد عبدة قائلة : لو رأيت جسده النحيل ما قلت ذلك ، فيقول الشاعر : حسبه ما أخذ ، إن الجبلاوي لا يتكرر (ص 219)

وترى " ياسمين " الفتاة الحسناء رفاعة فتعجب به ، وتحاول مغازلته وإغراءه ، وإن لم يلتفت لها .
وتتوثق صلة رفاعة بالشاعر جواد، وعندما يذهب إلى بيته يرى صورة غريبة فوق جدار الحجرة ، وتخبره امرأة جواد أنها صورة الجبلاوي ، وأن المبيض رسمه على مثال ما يرد من أوصافه في الحكايات . (ص 222-230)

ويحاول تعلم الزار من "أم بخاطرها " امرأة الشاعر لكي يطهر الحارة من الأشرار ، وتوافق بشرط موافقة أبيه على ذلك (ص 234)

ويغيب رفاعة ، ويظل والده يبحث عنه دون جدوى ، وينتشر في الحارة أمر اختفائه ، حتى مرضت عبدة من حزنها على غياب ولدها ، وكان شافعي يعمل في دكانه بعقل شارد وعينين محمرتين من الأرق ، وذات يوم يفاجأ الرجل بابنه قادما ، ويسأله عن سر غيابه ، لكنه لم يجب إلا بأنه ذهب إلى الخلاء لشعوره برغبة ي الوحدة والخلاء (ص 238-242)
وبينما رفاعة يتكلم مع أبيه يوما إذا يقرر أن يبوح بسره ، فقد كان يمر ليلة بمكان أسفل سور البيت الكبير فسمع صوتا غريبا ، كأنما يحدث نفسه في الظلام ، فدهمه شعور بأنه صوت الجبلاوي ، وحاول أن يتمكن من رؤيته لكنه لم ير إلا ظلاما ، ولكنه سأل جده أن يمد يده إليهم ، فأنكر الجد العجوز مطالبته بالعمل ، وطالبه بأن يقوم هو وأهله بدورهم ، فإنه لا يحب الأغبياء الذي لا يعرفون سر قوتهم . (ص246-248)
ويتناهى إلى القوم أن يا سمينة كانت في بيت الفتوة بيومي ، وقد رآها زيتونة تخرج ورائحة الخمر تفوح من فمها ، فقرر خنفس أن يفعل شيئا حتى لا تتعرض فتونته لحرج ، وتعالت الأصوات مطالبة بمعاقبة الفتاة ، بينما رأى رفاعة أن الأولى أن يعاقب بيومي ، وطالب أن يرحم القوم ضعف ياسمينة وذعرها ، ولكن الألسنة تقاذفته ، واتهمه القوم بالسفه والرقاعة ، فاقترح رفاعة أن يتزوجها ، وكان هذا حلا للأزمة (ص252-253)

وكان رفاعة مهتما بتخليص الناس من العفاريت ، فبرئ على يديه الكثير ، وإن اصطفى من مرضاه أربعة، هم زكي وحسين وعلى وكريم (ص 267-268)
وتخون ياسمين رفاعة حيث تذهب إلى بيومي ليلا ، وتشرب معه الجوزة ، وتسخر من زوجها الذي لا عمل له إلا تخليص الفقراء من العفاريت ، فهو مشغول عنها بعفاريت الناس ، ثم كان بينهما ما كان . (ص 270-274)

ويقلق الناظر إيهاب للأنباء التي ترامت باتصال رفاعة بالجبلاوي ، ويجمع فتواته ليروا في أمر رفاعة رأيا ، ويضرب الفتوة " بطيخة " رفاعة أما جمع من الناس ، الذين كادوا يفتكون بالفتوة ، لولا دعوة رفاعة إياهم بالتفرق ، وأرسل بيومي إلى رفاعة ، وطلب منه أن يقلع عن خداع الناس وعاد رفاعة إلى بيته ، لكن الفتوات تربصوا له خارج البيت فاتفق أصحابه على تدبير أمر هروبه من الحارة (ص 274-285)
وغادرت ياسمين الربع ، لكنها ذهبت إلى بيت بيومي ، وأخبرته بما كان من تدبير رفاعة وأصحابه ، فصمم بيومي على الخلاص منه ، وحين هاجم الفتوات دار رفاعة استطاع أصدقاؤه الهروب ، بينما قبضوا عليه وساقوه حيث قتلوه ، وحزن أصدقاؤه لمقتل رفاعة ، واتجهوا نحو موقع الجريمة ، وأخذوا يزيلون الرمال براحاتهم، لعلهم يجدونه حيا ، وإذا بهم يسمعون صوتا يقول : تمهلوا ، فهذا جسده فانخلعت قلوبهم وارتفعت أصواتهم بالبكاء واستطاعوا أن يخرجوا الجثة من الرمال ، وحملوها إلى قبره ، ووقفوا يزيلون دموعهم ، وعندما غادروا المقبرة ، كان النور يصبغ الآفاق بمثل ذوب الورد الأحمر. (ص 286-298)
وترك أصحاب الحارة على أمل أن يتحدوا موته بإحياء رسالته ، وأن ينزلوا العقاب بقاتليه ، وأخذ شافعي وأصحاب رفاعة يبحثون عن جثته ، فلم يعثروا علي شيء ، وتسلل الفتوات بالليل إلى المكان الذي قتل فيه وحفروا مدفنه ، ولكنهم لم يعثروا للجثة على أثر .

وذهب أهل ياسمين إلى بيت بيومي في غيبته ليقتلوها ، ففرت منهم ، وطلت تعدو في الحارة ، حتى انقطع نفسها ، وفجأة رأت نورا ضئيلا ينبعث من كوخ ، فسارت إليه لعلها تجد لها مأوى ، فإذا بها أمام أصدقاء عرفة الأربعة ، فتسمرت أقدامها ، لأنها رأت في أعينهم نظرات الغضب والانتقام ، وكانوا قد عملوا بخديعتها ، وأدركوا أن ياسمين هي التي وشت بهم وخانتهم فقتلوها ، وفي اليوم التالي وجدت جثة ياسمين ملقاة أمام باب بيومي ، وانتشر الخبر سريعا ، ودارى الناس مشاعرهم ، بينما اندفع بيومي كالثور الهائج يضرب بنبوته كل ما يصادفه ، حتى فر الجميع ، وفي اليوم نفسه هجر شافعي وعبدة الحارة ، ولم يعد هناك أي أثر لرفاعة ، وإن بقيت أشياء تذكر به دوما ن وخاصة أصحابه المخلصين الذين ساروا على نهج رفاعة .
وأخذ الناس ي الانتقام من الفتوات بعد موت رفاعة ، وانتصروا عليهم ، وعاد الذين كانوا قد فروا من الحارة في زمن الاضطهاد ، وبدأ عهد جديد ، يقوم على الاعتراف بالرفاعيين ، والولاء والتقديس لرفاعة ووالديه (ص298-305)

قاسم

لم يتغير شيء في الحارة ، الأقدام ما زالت عارية ، والذباب ما زال يلهو بين الزبالة والأعين ، والوجوه ما زالت ذابلة ، والثياب مرقعة ، والبيت الكبير كما هو ، وبيت الناظر إلى اليمين ، وبيت الفتوة إلى اليسار ، وهناك حي حبل وحي رفاعة ، ثم مقام من لا صفة لهم ولا نسب ، وهم الجرابيع ، وهم أتعس أهل الحارة ،وكان لك حي فتوته .
وينشأ قاسم يتيما عقب وفاة والديه ، فيكفله عمه ، زكريا ويحبه ، ثم يرزق زكريا بابنه حسن ، مما جعله يتفاءل بابن أخيه ، وكم تطلع قاسم إلى بيت الجبلاوي مفاخرا بجده ومقام جده .
يأخذ زكريا قاسما للعمل معه في بيع البطاطا ، ويلتقي بالمعلم يحي بائع المسابح والبخور الذي يتوسم فيه خيرا ويعطيه حجابا ليحفظه (ص309-314)
وبدأ قاسم في رعي الأغنام بعد ما كان يبيع البطاطا ، فكان المعلم يحي يمر به ، كما كان قاسم يزور معلمه ، ليسعد بأحاديثه ، حيث يسمع منه أخبار حارته ماضيها وحاضرها .
وكان قاسم يرعى نعجة للسيدة قمر ، وهي السيدة الوحيدة التي تملك مالا في حي الجرابيع ، وهي سيدة أربعينية في عمر والدته .
وكان قاسم يلتقي كثيرا بحسن ابن عمه ، وكذلك صديقه "صادق" الذي كان مقاربا لقاسم في سنه وطوله ، ولكنه أنحل منه عودا ، ثم يمضي الثلاثة إلى قهوة دنجل ليشربوا الجوزة ، حيث كان قاسم مغرما بها وبالشاي المنعنع . (ص317-223)

وتقع في الحارة حادثة سرقة لنجار يدعى "فنجري " فيتهم كل فتوة الحي الآخر ، وتكاد تحدث فتنة بين الأحياء ، ولم يستطع أحد إخماد هذه الفتنة ، إلا بعدما اقترح قاسم أن ينتظروا حتى يطبق الظلام ويستحكم ، ولا يوقدوا في الحارة شمعة واحدة ، كيلا تنحصر الشبهة في حي معين ، وحينئذ سيجد حائز النقود فرصة للتخلص منها في الظلام دون أن يفتضح أمره ، وبالفعل وجدوا محفظة فنجري ،ووجد قاسم نفسه محط الأنظار ، ومحور التعليقات ، وعلا مركزه في الحارة . (ص 324-330)
وذات يوم تفاتحه سكينة خادمة قمر في أمر زواجه ، فيجيبها متسائلا : ومن ذا الذي يرضى براعي غنم ؟ فتقترح عليه أن يخطب سيدتها قمر (ص 332-333)

واتفق قاسم مع عمه علي أن يخطب له قمر الأرمل التي رفضت قبله كثيرا من الأغنياء والفتوات ، فكلما عمها "عويس " الذي وافق مضطرا أما إصرار قمر ، وكان العرس ودارت أقداح البوظة وعشرون جوزة ، حتى غامت الكلوبات بالدخان ، وسطعت رائحة الحشيش المفتخر ، وكان صادق يقدم لقاسم قداح الشراب والجوزة ، كما أفرط حسن في الشراب ، ثم ذهبوا إلى قهوة دنجل ، حيث دارت الجوزة مرة أخرى ، وقدم كل موسر جوزة لقاسم على حسابه وتعالى الآهات من الأفواه المخمورة المخدرة ، ودخل قاسم بقمر وجسده ينفث حرارة ممزوجة بسطول .( ص334-341)

وتولى قاسم إدارة أموال قمر ، وعالج الأمور بخير ما يمكن أن تعالج به , واكتسب ثقة عويس عم قمر ، وكان قاسم كثيرا ما يذهب مع صادق وحسن إلى قهوة دنجل ليشرب الجوزة ، أو إلى الحانة ليشرب البوظة ، كما يحب الاستماع إلى الشاعر وهو يحكي حكاية أدهم وهمام وقدري . (ص 342-344)
وحملت قمر ، واستخفها الفرح لذلك ، وامتلأ قلب قاسم بالغبطة وشاع الخبر ، ثم استقبل بيت قاسم حياة جديدة ، فرزق بإحسان ، وألف البيت ألوانا جديدة من البكاء والقذارة والأرق ، ولكنه ازداد غبطة ورضى .
ولاحظت قمر شرود قاسم كثيرا ، وهبت ليلة من نومها فلم تجده في الفراش ، وقلقت لتأخره ، وأرسلت إلى عمه الذي خرج ومعه حسن وصادق للبحث عنه ، إلى أن وجده نائما عند المعلم يحي الذي أخبرهم أن بعض الجيران وجده مغمى عليه ، فحملوه إلى بيت الرجل .
وعاد قاسم إلى بيته وأخبر السيدة قمر بما حدث له ند صخرة هند ، حين كان وحده في الخلاء ، حيث سمع صوتا يناديه ، ورأى شبح رجل واقف ، ولكنه لم يتبين وجهه ، فقال له : أنا قنديل خادم الجبلاوي ، وأخبره أن جده بخير ، وأنه يعلم كل شيء عن الحارة وأنه ربما اختاره لحكمته يوم السرقة ، ولأمانته في بيته .

وعلمت قمر صدق ما يقول ، لأنه لم يكذب قط ، كما أنه أمين ، لم يطمع في مالها ، ولكنها حاولت أن تتأكد من أن ذلك لم يكن حلما ، فأكد لها أنه وقع ملموس ، فصدقته فيما قال وشعرت أن أيام الراحة ربما تكون ولت . (ص 345-355)
وعلم عمه بالأمر وكذلك عويس عم قمر ، وحسن ابن عمه ، وصادق الذي صدقه، وقال : أتحدى أي مخلوق أن يذكرنا بكذبة صدرت عنه ، فهو عندي مصدق ، وأقسم لكم على ذلك بتربة أمي ، وكذلك قال حسن ، لكن عمه خشي عليه من هذا الأمر ، حذره عويس من مغبة ما يقول ، لكن قاسما أصر وذكر أنه لا يروم مساومة ولا نصيبا في الربع ، وأنه قد اختار سبيله ، وحاول زكريا أن يذكره بما يحظى به من ثراء وفير من مال زوجته ، وأن يقلع عما في رأسه ، فقال قاسم في تصميم عجيب ، لن أقلع عما في رأسي ولو ملكت الوقف كله وحديث . (ص 355-361)

وتحدث مواجهة بين قاسم والناظر الذي استدعاه إلى بيته ، وسأله عن السبب في رفعه دعوى عليه ، فذكر أنها شروط الوقف ، ولكن الناظر اتهمه بالجنون ،وبالطمع في الوقف )
وعندما عاد قاسم إلى البيت وجد به زكريا وعويس وحسن وصادق وغيرهم ، وحاول بعضهم أن يجعله يعيد النظر في أمره ، لكنه صمم على ما هو عليه قائلا : لن أتخلى عن هذا الأمر مهما تكن العواقب . ولن أكون دون جبل أو رفاعة برا بجدي وأهل حارتنا . (ص 375-382)
ووجد قاسم نفسه حبيس بيته ، لا يزوره أحد سوى ابن عمه حسن وشاع خبره في الحارة كلها ، وتطايرت التهم والسخريات ، ورماه آل جبل ورفاعة بالكذب والجنون ، مع أنهم كانوا أولى الناس بتصديقه ورأى قاسم الفتوة سوارس يقبض علي عنق أحد الضعفاء من أبناء الحارة فتصدى له ، لكن سوارس خطف مقطف التراب من فوق رأس امرأة عابرة وألبسه رأس قاسم . وانتهت الموجة بترضية الحاضرين لسوارس ، وإبداء أسفهم لما حدث لقاسم .
ومات الرجل الذي كان يضربه سوارس ، واتهم بعض الناس سوارس وأرجع بعضهم سبب قتله أو موته لما فعله قاسم .
واجتمع قاسم وأصحابه يفكرون في الأمر ، واقترح قاسم أن يهجروا الحارة ، ويهاجروا كما هاجر جبل قديما (ص 383-388) وعجب أهل الحارة لاختفاء أصحاب قاسم ، وشاع خبر هجرتهم ، ومرضت قمر ، وعلمت الحارة بمرضها . ولازمها قاسم وهو في غاية الكآبة والحزن ، وظل بجانبها يرعاها ،ولكنها ماتت وتركته وحيدا ، ولازمه حزن شديد ، وكآبة مضاعفة .
وذات يوم أرسل صادق أخته بدرية بنت الثانية عشر ، لكي تحذر قاسما من فتوات الحارة الذين تآمروا عليه قتله ، وتطلب منه مغادرة الحارة فورا ، وأدرك قاسم أن الفتوات يريدون أن يتخلصوا منه ، فأمر سكينة خادمته أن تأخذ إحسان ابنته ، وتهرب بها خارج الحي . (ص398-399)
واحتل القتلة السطح ، وأحكم الحصار ، ولكن قاسما استطاع أن يفر من الحارة ، وانطلق معه حسن ، ثم انضم إليهما صادق ، الذي تقدمهم في الطريق لخبرته به ، ووصلوا على الحارة الجديدة التي كانت مستيقظة تنتظر القادم إليها ، وانطلقت الحناجر بالأناشيد ، وانضم إليهم المهاجرون الذين سبقوا إلى هناك . (ص 403-406)
واقترح صادق على قاسم أن يتزوج ، ووافقته في ذلك سكينة التي أشارت على قاسم بالزواج من بدرية أخت صادق ، وتم الزواج فعلا . (ص 413-415)
وعلم قاسم وأصحابه بأن سوارس سيتزوج وستسير زفته الليلة ، ففكروا في الهجوم على الحارة ، وفعلا اتجهوا ناحيتها ، وخيل لقاسم أنه يرى شبح قنديل ، وتقدمت زفة سوارس ، وانقض قاسم وأصحابه على سوارس ورجاله ، وقتل سوارس ، و تخذل رجاله بعد علمهم بمقتله ، ففروا ، بينما تجمع رجال قاسم حوله وهم يلهثون ، وتم النصر لهم على أصحاب سوارس .(ص 416-420)
وبعد المعركة جلس قاسم مع بدرية يتناولان الطعام ،فناداها باسم "قمر " خطأ وحاول أن يستدرك ما وقع فيه ، فقالت وهي تلوى وجهها عنه : كانت طاعنة في السن ، ولا جمال لها ، فغضب قاسم وقال في عتاب وحزن شديدين : لا تذكريها بسوء، فمثلها لا ينبغي أن يذكر إلا بالرحمة ، فلاذت بدرية بالصمت .( ص420-421)

ثم جاءت قاسم أغنام الأعداء تساق إليه فهلل أصحابه وانضم إليه الكثيرون من الحارة . لكن أهل الحارة قرروا الانتقام وأحس قاسم بالخطر ودنا من حافة الجبل ، ونظر إلى بيت الجبلاوي فما أحوجهم إلى قوته الخارقة ، ووجد دافعا من أعماقه يدعوه إلى أن يصيح بأعلى صوته قائلا : يا جبلاوي كما يفعل أهل حارته في أحوال شتى .
وتشاور قاسم مع حسن وصادق في الأمر ، ولكن صوتا سمعوه وتلته صرخات تنذر بالهجوم عليهم ، وبدأت المعركة ، واشتد القتال وبعد عراك شديد انتهى القتال ، وفر فتوات الحارة ولكن بعد عناء ونصب وبعد أن سال الدم من أسنان قاسم وذقنه ، بينما قتل من أصحابه ثمانية ومن أعدائه عشرة غير فتوتهم لهيطة . (ص 424-432)
ويستدعي الناظر " جلطة وحجاج " فتوتي آ ل جبل وآل رفاعة واتفق الجميع على أن يكونوا يدا واحدة ، وأن يحاصروا قاسما وأصحابه فوق الجبل ، حتى يموتوا جوعا ، أو يضطروا إلى النزول فتخلصوا منهم ،ولكن أحد الأشخاص انقض على حجاج عند عودته فقتله ، وبدأت التهم تلقى بين حي جبل وحي رفاعة ، وتشابك رجلان من الحيين ، وانهمر الطوب من الجانبين ، وتواصل الاشتباك ، إذا بالجميع يفاجؤون بقاسم أما البيت الكبير ، يتقدم أما عصبة من رجاله ، ففاجأ أهل الحارة ، لكنه توقف فجأة وقال : لا نريد أذى لأحد ، لا غالب ولا مغلوب ، أبناء حارة واحدة ، وجد واحد والوقف للجميع .
ولكن جلطة صرخ بأنها مكيدة ، وانقض هو وأصحابه على قاسم ومن معه ، لكن المعركة انتهت بانتصار قاسم وأصحابه . (ص 433-440)

وسار قاسم وأصحابه إلى البيت الكبير الذي فر منه الناظر وأهله صار قاسم رجل الحارة دون منازع وتولى شئون النظارة ، وعاد الجرابيع إلى حيهم ، وبدأ عهد جديد يمتاز بالعدل والسلام ، وإن وجد من آل جبل وآل رفاعة من يضمرون غير ما يظهرون .
ولم يتغير من شأن قاسم شيء إلا أنه توسع في حياته الزوجية ، كأنما جرى فيها مجراه في تجديد الوقف وتنميته ، فعلى حبه بدرية تزوج حسناء من آل جبل ، وأخرى من آل رفاعة ، وتعشق امرأة من الجرابيع ، ثم تزوج منها ، وقال أناس في ذلك : إنه يبحث عن شيء افتقده مذ فقد زوجته الأولى قمر ، وقال عمه زكريا : إنه يريد أن يوثق أسبابه بأحياء الحارة جميعا . (ص441-443)

عرفة

خلف صادق قاسما بعد موته على النظارة فسار سيرته ، وإن رأى قوم أن " حسن " أولى منه بالنظارة لقرابته من قاسم . وبعد رحيل صادق سأل الدم في الحارة وقتل الناظر نفسه في إحدى المعارك وعادت إلى الحارة العصبيات القديمة ، ولم يعد جبل أو رفاعة أو قاسم إلا أسماء وأغاني ينشدها شعراء المقاهي المسطولون (ص 447-449)
وذات يوم رأت الحارة فتى غريبا قادما من ناحية الخلاء ، وتطلعت نحوه الأبصار فتبسم لهم مترددا وسأل هن بدروم خال للإيجار لقد كان عرفة الذي غاب عن الحارة طويلا ثم عاد إليها مع أخيه ومساعده "حنش" وأصبح محط الأنظار . واستدعاه الفتوة عجاج فذهب إليه وأخبره أنه ساحر ، وأعطاه مادة يتناولها قل " لا مؤاخذة" بساعتين وسيرضى عن صاحبها . (ص 449-454)
ويتردد الزبائن على عرفة ، ويفشوا أمره ، وترسل إليه الهانم امرأة الناظر التي تحلم أحلاما سيئة ، حي قل نومها ، فيرسل عرفة لها بالهدية . (ص 457-459)
وتكاثر زبائن عرفة لكنه لم يفرح بزبون كما فرح بعواطف بنت شكرون ، ويضق من نظرات السنطوري الفتوة لها ، ويذكر أنه يملك الأعاجيب في حجرته ، مع أنه ليس فتوة ، ولا من رجال الجبلاوي ، ولكنه يحوز قوة لم يحز عشرها جبل ورفاعة وقاسم مجتمعين . (ص 465-471)
ويسأل عرفة عم شكرون المسن : هل رأيت الجبلاوي ؟ فيجيبه يا مغفل ألا تدري أنه اعتكف في بيته من قبل أيام جبل .
وبعد أيام يضرب السنطوري شكرون ، الذي ما يلبث أن يموت ولم يسر في جنازته إلا عواطف ابنته وعرفة ، ثم انضم إليها السنطوري بجرأة وقحة ، وبالتالي تسارع الجيران والمعارف الذين كان الخوف قد منعهم ، ولكن عواطف وجهت للفتوة تهمة قتل أبيها ، وحاول الرجل أن يتلطف معها ، وأشار عرفة عليها بأن تجعل الجنازة تسير بسلام ، إذا به يتلقى ضربات أتباع الفتوة ، ولم يتركوه إلا مطروحا على الأرض في ذهول .
وبعد أيام تزوج عرفة من عواطف وشهد الزواج عجاج فتوة آل رفاعة وغضب لذلك السنطوري فتوة آل قاسم , وكادت تنشب معركة بين الحيين ، لولا تدخل سعد الله فتوة الحارة .
ودار حوار ذات يوم بين عرفة وعواطف فقالت عن جبل ورفاعة وقاسم: أولئك كلفوا بالعمل من قبل جدنا الواقف ، فقال عرفة بضجر جدنا الواقف ؟ كل مغلوب على أمره يصيح كما صاح أبوك " يا جبلاوي " ولكن هل سمعت عن أحفاد مثلنا لا يرون جدهم ، وهم يعيشون حول بيته المغلق ؟ وهل سمعت عن واقف يعبث العابثون بوقفه على هذا النحو وهو لا يحرك ساكنا؟ فقالت : إنه الكبر ، فقال لم أسمع عن معمر عاش طول هذا العمر فقالت : ربك قادر على كل شيء فغمغم قائلا : كذلك السحر قادر على كل شيء . (ص 473-483)
وكان عرفة يحلم بالتسلل إلى البيت الكبير ومعرفة شروط الوقف العشرة ، فسار ذات ليلة تجاهه يتبعه أخوه حنش وشرعا في حفر الأرض تحت السور وفي اليوم التالي راح عرفة يزحف خلال الممر ، حتى صار داخل البيت الكبير ، وأخذ يزحف في حذر شديد ظل يتسلل حتى وصل مخدع الجبلاوي وأشعل شمعة فرأى عجوزا يجاهد للخروج من الغيبوبة الفاصلة بين النوم واليقظة ، فانقض عليه مطبقا يمناه على رقبته بكل قوته وساد الظلام بعدما انطفأت الشمعة وتحرك العجوز حركة همد بعدها ، وتراجع عرفة خائر القوى واتجه نحو الركن الذي ظن الكتاب به ، ثم تسلل خارجا وقد تملكه فزع شديد . (ص 486-494)
وجلجل صوت في السكون ،وإذا بأحد أهل الحارة يقول : مات الجبلاوي ، وحاول عرفة جاهدا أن يؤكد لحنش وعواطف أنه قتل العجوز لا الجبلاوي ، وتناقل الناس أن لصوصا سطوا على البيت الكبير وقتلوا خادم الجبلاوي ولما علم الجبلاوي بالخبر مات متأثرا بالخبر ، وتنازع آل جبلة وآل رفاعة وآل قاسم في مكان دفنه ، لكن الناظر قدري أعلن أنه سيدفن في المسجد المقام بالبيت الكبير . (ص 488-501)
وهرب عرفة من الحارة ، وكان قد استطاع تركيب مادة سحرية ظل يضعها مدة طويلة فذهب في طريقه فلقي الفتوة سعد الله فانقض عليه خلسة وقتله ، ولما طارده القوم وأحس أن أقدام المطاردين تقترب أخرجه الزجاجة التي بها المادة من جيبه وقذفها عليهم ، فدوى انفجار لم تعرفه أذن من قبل وكف الأقدام عن مطاردته. (ص504-506)
وطلب الناظر عرفة وسأله لما قتلت سعد الله ؟ وما الذي دفعه لاقتحام البيت الكبير ؟ وحاول عرفة أن يتنصل من التهمتين ، ولكنه أفضى بسره ، بعد أن اطمأن للناظر وعرف أنه لا يريد الزجاجة السحرية كما أنه يعرض عليه حمايته . (ص507-513)
وقد اختلف أهل الحارة فيمن يخلف سعد الله ليكون فتوة الحارة كلها . ودب الخلاف بين آل جبل وآل رفاعة وآل قاسم ، ولكن الناظر التقى بيوسف فتوة آل جبل وطلب منه أن يكون فتوة الحارة كلها مما أثار عليه حقد عجاج فتوة آل رفاعة والسن طوري فتوة آل قاسم ، الذين استطاعا القضاء على يوسف ، واتفق عجاج والسن طوري على إجراء قرعة انتهت بهزيمة السنطوري لكن أحد الرفاعية يقتله غدرا وتلاقى الحيان في معركة دامية ، وانتهى الأمر بفوز عجاج بالفتوة ، ولكن الناظر يعلن أنه لا يريد في الحارة فتوة ولا فتونة ، وأمر بالقوارير لتنهال من أيدي الخدم على عجاج وأعوانه ، فأجهز عليهم . (516-520)
وانتقل عرفة إلى بيت الفتوة على يمين البيت الكبير ، وقرر الاعتماد على سحره ، لكنه أدرك أن الناظر يريد سجنه في البيت حتى يظل في خدمته بسحره ،وأحس عرفة وعواطف وحنش بالملل واليأس .
ورأت عواطف عرفة في وضع مخل مع خادمة وكانت فضيحة وتركت عواطف البيت رافضة أن تعود إليه ، وعاش عرفة حياة السهرات والعربدة مع الناظر (520-530)
وذات ليلة اعترضه شبح لم يدر من أين أتى ، وأحس أنه رأى هذا الوجه من قبل على عتبة حجرة الجبلاوي ، وأخبرته صاحبته أنها جاءته تنفيذا لوصية الجبلاوي ، وأنه مات وهو راض عنه فلم يصدقها عرفة لكنها أقسمت على صدق ما تقول .
وفكر عرفة في الهرب ، حيث تسلل ومعه حنش في خفة وحذر ، وتوجها إلى حيث تعيش عواطف ليأخذاها معهما ، ولكن ما لبث أن قبض عليه أتباع الناظر ، وجاءوا به إلى الناظر الذي أمر بقتله هو وعواطف بعد أن هرب حنش ، وانتشر خبر مقتل عرفة وفرح الناس لمقتل قاتل الجبلاوي .
وعاد حنش يبحث عن الكراسة التي كان يضمنها عرفة سحره ، ولكن الناظر يبحث عنه دون جدوى ، وانتشرت الأخبار بأن حنش سيتم ما بدأه عرفة ، وتفاءل الناس في الخلاص من الناظر ، وأخذوا يكبرون ذكر عرفة عندما أدركوا ما كان ينشده من خير لهم ، وأخذ الناظر يحكم قبضته على الحارة ، بينما تشبث أهلها بالصبر أملا في الخلاص من هذا الظلم والطغيان . (ص 536-552)


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نقد أدبى لـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى واحة مدينة الزقازيق المنوع  :: منتدى الأفلام والمسلسلات والمسرحيات :: قسم أخبار الفن-
انتقل الى: