Admin Admin
عدد المساهمات : 423 عدد النقاط : 37550 تقييم العضو ( هام جدا ) : 1300 تاريخ التسجيل : 24/05/2010 العمر : 51
| موضوع: قضية القضايا الجمعة يونيو 04, 2010 10:58 am | |
| في سهرة رمضانية رائعة عقد اللقاء العاشر لأصدقاء بريد الأهرام الذي شرفت شركة المقاولون العرب باستضافته في نادي التجديف يوم الجمعة12/8 حيث التقينا حول حوار تحت عنوان: المشهد العربي بعد انتفاضة الأقصي وذلك تحقيقا لرغبة الكثيرين من أصدقاء البريد الذين هزتهم الأحداث الدامية والمعارك غير المتكافئة في الضفة الغربية وغزة.. ولم تمنع الأمطار الغزيرة التي هطلت فجأة علي مناطق كثيرة من القاهرة أصدقاء البريد من الحضور والمشاركة في اللقاء خاصة بعد أن علموا أن ضيفي اللقاء هما الأستاذ الدكتور مصطفي الفقي مندوب مصر الدائم في الجامعة العربية والسفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم في الجامعة, وكلاهما سياسي قدير يتمتع بقدرة غير محدودة علي قراءة المستقبل السياسي للمنطقة سواء بحكم موقعه الوظيفي أو لسابق خبرته في هذا المجال.. وفي العاشرة والنصف افتتح عميد البريد الأستاذ عبدالوهاب مطاوع الاجتماع بالترحيب بالأصدقاء الجدد والقدامي وعرض نموذجا لمعالجة إحدي الحالات الإنسانية التي تعامل معها بريد الجمعة, والتي تولت متابعتها إحدي صديقات البريد كنموذج لكل من يريد الإسهام بالجهد والوقت في رعاية حالات البريد المماثلة. وفي الحادية عشرة مساء كانت قاعة الاجتماعات قد امتلأت تماما بالأصدقاء الذين تأخر وصول بعضهم بسبب الأمطار وجلسوا ينتظرون في شوق بدء الحوار وتبادل الأفكار حول ما يحدث علي الساحة الفلسطينية, وبدأ السفير محمد صبيح اللقاء بشرح أبعاد القضية الفلسطينية علي ضوء أحداث الانتفاضة وكيف تحول أطفال فلسطين إلي مصدر قلق ورعب دائم لإسرائيل التي تواجههم بالدبابات والصواريخ والطائرات في الوقت الذي لا يملكون فيه إلا الحجارة.. وقال: إن ممارسات إسرائيل الوحشية في الأرض المحتلة حولت أطفال الانتفاضة إلي رجال يتعاملون بشراسة الأبطال ولا يهمهم سوي تحرير الأرض الفلسطينية مهما يكلفهم ذلك من تضحيات.. وأضاف أن صورة الطفل الفلسطيني الشهيد محمد الدرة أصبحت رمزا من رموز الثورة الفلسطينية وشاهدا علي همجية وبطش الجيش الإسرائيلي.. وكان من الإيجابيات التي حققتها الانتفاضة إنعقاد مؤتمر القمة العربية في القاهرة والقمة الإسلامية في قطر وأن هناك آمالا عريضة معقودة علي نتائج هذين الحدثين لدعم الانتفاضة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا وإعلاميا.
ثم تحدث السيد الدكتور مصطفي الفقي بصراحته المعهودة فقال: إننا يجب أن ننظر إلي الأمور بشكل موضوعي يأخذ في الاعتبار كل العلاقات والارتباطات الدولية.. وقال أنه قبيل اندلاع الانتفاضة كان يعتقد أن المشكلة الفلسطينية كانت علي وشك الوصول إلي حل قريب ولكن بعد اندلاع الأحداث الأخيرة أصبح واضحا أن إسرائيل تصر علي تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام بأكاذيب ملفقة بهدف سرقة تاريخنا ومقدساتنا.. وأضاف أن إسرائيل تعلم الآن أنها في ورطة حقيقية بسبب الانتفاضة التي جعلتها تعيش علي أرض بركانية تغلي بدماء الشهداء مما أفقدها عنصر الأمان الذي تتغني به دائما لإقناع يهود العالم بالهجرة إلي أرض فلسطين المغتصبة بدعوي أنها أرض الميعاد!! وقال: إن الحديث عن السلام مع إسرائيل مازال بعيدا طالما أنها تصر علي العبث بمقدساتنا ومحاولاتها المستمرة لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصي بشق الأنفاق تحته بحثا عن هيكل سليمان.. وعن إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل قال: إن هناك فرقا بين ما يسمي اتفاقية إنهاء الحرب التي يوقعها الحكام كقرار سياسي واستراتيجي.. وبين اتفاقيات التطبيع التي تقررها الشعوب الواعية المتطلعة إلي الأمان والاستقرار وهو العنصر الغائب بين إسرائيل والدول العربية حتي الآن ولعل هذا هو السبب في توقف كل محاولات التطبيع العربية ـ الإسرائيلية علي الرغم مما يبدو علي السطح من بعض محاولات الهرولة وتبادل مكاتب التمثيل التجاري مع إسرائيل اعتقادا بأن هذه الخطوة هي مفتاح العلاقات المتميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية!
ثم وجه د. مصطفي الفقي ثلاث رسائل عاجلة.. الأولي إلي إسرائيل التي خسرت التعايش مع العرب المقيمين بإسرائيل قبل1948 وبعدها بسبب المجازر الوحشية التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل مؤكدا أن مواكب الجنازات اليومية لتشييع شهداء الانتفاضة الفلسطينية ما هي إلا رسالة واضحة من الشعب الفلسطيني الذي لم يعد أمامه الآن سوي النصر أو الشهادة.. والرسالة الثانية وجهها إلي الشعب الفلسطيني قائلا: إن الأراضي الفلسطينية المحتلة لن يحررها إلا أبناؤها وهذا هو قدرهم لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.. أما الرسالة الثالثة فكانت إلي الأمة العربية كلها وتقول. آن الأوان لكي نبني تضامنا عربيا يحمي ويدعم قضايا العرب ويحمي مقدساتهم الوطنية والدينية. وكانت مناقشات ومداخلات الأصدقاء مع ضيفي اللقاء صريحة وشاملة وكلها تصب في بوتقة واحدة هي كيفية تعبئة الجهود العربية والإسلامية اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا من أجل تحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة.. واتفق الجميع علي أن الإعلام العربي يحتاج إلي إعادة نظر لبناء الشخصية الإعلامية العربية محليا وعالميا في مواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة التي تكاد تسيطر علي مقادير الأمور في أمريكا ومناطق كثيرة من العالم.. وامتدت أحداث هذا اللقاء الممتع إلي الساعة الثانية والنصف صباحا فاضطر عميد البريد إلي رفع الجلسة الرسمية لتستمر المناقشات بين الأصدقاء علي مائدة السحور التي امتدت إلي نحو الرابعة صباحا عندما اكتشف الأصدقاء أن متعة وحلاوة اللقاء مع قطبي السياسة الخارجية في جامعة الدول العربية وحرارة اللقاء مع قدامي الأصدقاء قد أنستهم ضرورة عودتهم إلي منازلهم قبل صلاة الفجر. | |
|