Admin Admin
عدد المساهمات : 423 عدد النقاط : 37550 تقييم العضو ( هام جدا ) : 1300 تاريخ التسجيل : 24/05/2010 العمر : 51
| موضوع: الداء العضال! الجمعة يونيو 04, 2010 11:00 am | |
| منذ فترة طويلة وأنا أحاول الاتصال بك دون جدوي.. فأنا أريد أن أتحدث معك حديثا طويلا طويلا عن مشاكلي.. والحق هو أنني مجموعة من المشاكل تمشي علي الأرض حتي ليخيل إلي أنك فيما تنشره في بريد الجمعة تنشر كل حين وجها من وجوه مشاكلي, ولكن في حياة إنسانة أخري! ولأبدأ من البداية فأقول لك إنني سيدة في منتصف العمر أعمل بوظيفة حكومية محترمة.. وقد تزوجت زواجا سعيدا للغاية وأنجبت من زوجي ثلاثة أبناء ذكور, وكانت الحياة تمضي بنا هادئة ووئيدة إلي أن أصيب زوجي الحبيب بداء عضال ستعرف تفاصيله بعد حين!
فبعد فترة قصيرة من ملاحظتي بعض التغير عليه.. واجهته بما أشعر به من انشغاله عني, وفوجئت به يعترف لي بأنه قد تزوج غيري منذ فترة! وذهلت لهذا الاعتراف المفاجيء, وظننته يمزح معي في البداية أو يغيظني, لكنه أكده لي في هدوء.. ولم يكتف بذلك وإنما اعترف أيضا بأن هذه الزيجة السرية ليست الأولي في حياته وإنما هناك زيجتان أخريان سبقتاها ودامت لكل منها عاما أو بعض عام! والزيجات الثلاث بسيدات مطلقات ويكبرنه في السن ولديهن بنات في سن الشباب! وأما تبريره العجيب لذلك فهو أنه لم يرزق بنات, ويحب أن تكون له ابنة تبهجه بقولها له يا بابا أما توخيه أن يكون في مثل سنه أو أكبر منه سنا فلكي يضمن كما يقول الا ينجبن منه ويزدن من أعبائه ومشاكله. حدث ذلك بعد15 عاما من الزواج السعيد باعترافه هو.. وصدمت صدمة العمر وتكدرت حياتنا, وبدأت منذ ذلك الحين المشاكل والمصادمات ومن حين لآخر أعرف منه أنه قد طلق الزوجة التي ارتبط بها.. وترجع حياتنا للانتظام لفترة قصيرة ثم تظهر علامات التغيير من جديد وتبدأ المشاكل والصراعات, ويتكشف الأمر من زيجة أخري من مطلقة أو أرملة تكبره في السن ولديها بنات.. وتتكرر الحجة السخيفة عن اشتياقه لسماع كلمة بابا من ابنة حنون لأنه محروم من البنات! وتتحول حياتنا إلي جحيم.. وتشتعل الخلافات بيني وبينه, وقد يهجر البيت لفترة تطول أو تقصر.. ثم يرجع بالخبر السعيد وهو أن الزواج قد انتهي بالطلاق والحمد لله وما فات مات وسوف نبدأ بداية جديدة.. فأصدق في كل مرة وأتقبل عودته للبيت وأحاول بكل ماأملك من قدرة علي الصبر والنسيان تجاوز ماحدث ومواصلة الرحلة معه.. فلا تمضي فترة أخري حتي تتكرر القصة بنفس تفاصيلها وفصولها الممجوجة.. وهكذا حتي بلغ عدد زوجات زوجي خلال عشر سنوات12 زوجة, منهن من تزوجها عرفيا ومنهن من تزوجها رسميا ومنهن كانت عصمتها بيده هو!
بالرغم من عدم تقصيري معه في شيء.. ومع أنه كل قبل أن يصاب بهذا الداء نعم الزوج لي ومثالا للرجل العظيم في بيته وكان أهلي يحبونه ويحترمونه جدا.. وكنت أدافع عنه دائما ولا أحتمل أن يذكره أحد أمامي بسوء حتي لقد كنت ألتهم من يسيء إليه بالقول أو الإشارة من الأهل أو الأقارب, وكنت أقدسه حتي كان بعض أهلي يتندرون علي ذلك ويشيرون إليه بقولهم سيدنا فلان رضي الله عنه.. من شدة توقيري له ولا أدري ماذا جري له.. وكيف تنازل عن وقاره وهو الموظف الكبير وعن حرصه علي زوجته وأبنائه إلي هذا الحد.., لقد اعطيته أكثر من فرصة للبدء من جديد.. وفي المرة الأخيرة لامني أبنائي الثلاثة علي بقولي له بعد كل ماحدث.. وتحملت لومهم وقبلت بعودته إلينا وإقامته معنا.. فلم يلبث ان غدر بنا بعد قليل وتزوج من أخري, حتي قال لي ابني الأكبر تستاهلي لأنني قد قبلت بعودته ولم أتعلم شيئا! والآن ياسيدي فإننا نعيش وحدنا وقد امتنع زوجي عن الإنفاق علينا لأنه مشغول بالطبع بآخر زيجاته.. أو ربما بتبعات بعض زيجاته المتكررة فاضطررت إلي إقامة دعوي نفقة عليه مازالت منظورة أمام المحكمة منذ18 شهرا.. وقد كاد لي زوجي في عملي وسرق من مكتبي ورقة رسمية ليثبت إهمالي وتمت مجازاتي بسبب ذلك فماذا أفعل ياسيدي وكيف أحصل علي حقي من هذا الزوج الجاحد وهل تصدق حجته العجيبة في تكرار الزواج بدعوي أنه لم يرزق بناتنا ويريد أن تكون له ابنة!
ولكاتبة هذه الرسالة أقول: من طبائع البشر أن يميلوا دائما لتبرير تصرفاتهم التي يعلمون جيدا أنها تتعارض مع الأعراف السائدة أو تتصادم مع قيم الوفاء والأمانة والالتزام بدوافع يحاولون بها إضفاء طابع النبل أو الإنسانية أو الضرورة التي لم يكن منها مفر علي هذه التصرفات. وهي حيلة نفسية دفاعية معروفة لدي علماء النفس, فمن تنحرف عن الطريق القويم تحاول إقناع نفسها والآخرين بأنها لم تنزلق الي الانحراف باختيارها الحر, وإنما لدوافع قهرية لم تدع لها سبيلا آخر للاختيار, أو بأنها كانت ضحية لحسن نيتها وسذاجتها وشقتها العمياء في مانة الآخرين, ومن يغدر بمن يحبه يحاول أن يتلمس لنفسهالأعذار لهذا الغدر في تصرفات الطرف الآخر, وقد يصل به خداع النفس الي مايشبه الاقتناع بأنه هو الذي دفعه دفعا الي هذا الغدر به بتقصيره معه أن بسوء إدراكه للأمور إلخ. والأسوياء الأمناء فقط هم الذين لايحاولون إلغاء تبعة تصرفاتهم غير المبررة علي الآخرين, ولا يستسلمون نفسيا لنزعة لوم الضحية بدلا من لوم الجاني التي تسد بعض المعاملات الإنسانية أحيانا.. غير أن واجب الأمانة يقتضي مني أن أعترف لزوجك هنا بفضل الابتكار والتجديد في اختيار الدافع النفسي المزعوم الذي يبرر به غدره المتكرر بك وزيجاته السرية المتوالية! فالحق أنه مبتكر وجديد ومن الإنصاف أن يصك باسمه في موسوعة علم النفس, ذلك ان هناك أكثر من وسيلة مشروعة لإشباع الاحتياج النفسي لأن يمارس الإنسان إذا كان في حاجة إلي ذلك حقا, إحساس الأبوة تجاه ابنة ليست من صلبه, بغير حاجة للزواج بمطلقة ذات بنات, وأبسط هذه الوسائل هي أن يحنو علي بنات أخوته أو شقيقاته ويقربهن منه ويهتم بأمرهن, أؤ يصطفي منهن من يخصها برعايته واهتمامه فيشبع هذا الاحتياج لديه بغير حاجة لأشقاء زوجته بالزواج عليها12 مرة متتالية!
وأوضح دليل علي أن زوجك كان ينشد الزواج لأسباب لا علاقة لها بهذا الاحتياج النفسي, هو أن زيجة واحدة له لم تدم أكثر من عام أو بعض عام, فأين إذن الارتباط النفسي المزعوم بينه وبين بنات أولي الزوجات, ولماذا لم يستمر أو يدم, ولماذا انقطع هذا الارتباط بعد بضعة شهور قليلة مع بنات الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة إلخ. أغلب الظن أنه قد بدأ سياحته في عالم الزواج السري مخادعا نفسه بهذا المبرر, فلم يكن وحده كافيا من وجهة نظر الزوجة السرية لإنجاح أي زيجة أو استمرارها, ومعها كل الحق في ذلك إذ ماذا يدعوها للتمسك بزوج لا يقوم بالإنفاق عليها.. ولا يتحمل مسئوليات الزواج الاجتماعية المادية والنفسية وكل ذلك بدعوي أنه يريد ان يشجي أذنيه بسماع كلمة بابا من ابنتها ؟ لهذا ينهار الزواج سريعا كما بدأ متعجلا.. ولا عجب في ذلك لأن مابني علي أساس واهن لا يصمد للرياح طويلا, فان كان ثمة سؤال يفرض نفسه في هذه القصة العجيبة فهو: أين يجد كل هؤلاء المطلقات والأرامل ممن يماثلنه في السن أو يكبرنه قليلا ولديهن بنات في سن الشباب ويقبلن بالزواج المتعجل من زوج وأب لثلاثة من الأبناء الذكور دون روية أو تعقل ؟! ياسيدتي إن الثمرة إذا انتشر فيها العفن لم تجد معها أية محالات لعلاجها وتخليصها مما أصابها من الفساد.., وخير مانفعل معها هو أن نلقي بها جانبا ونحذر الغير من تناولها لكيلا تصيبهم بأذي, وأحسب أن هذا هو الموقف الآن بينك وبين زوجك, فلماذا لا تتوصلان معا إلي حل ودي كريم لزواجكما المعلق بغير الدخول في منازعات قضائية.. ولماذا لا يكرمك هو بالانفصال الهاديء مع تحمله لمسئوليته المادية عن أبنائه وأداء حقوقك إليك بلا مراوغة ولا نزاع.. أو يعترف لنفسه بالحقيقة ويقبل بالعلاج النفسي لفترة قصيرة لإنقاذه من داء الزواج السري المتكرر وخداع النفس بزعم الحاجة الي ممارسة إحساس الأبوة لأبنة لم ينجبها, فيبرأ من الداء.. ويكتفي بسماع كلمة بابا من ابنائه الثلاثة بدلا من استجدائها من بنات الغير ؟! | | | | |
| |
|