ساره عضو مبتدىء
عدد المساهمات : 20 عدد النقاط : 15937 تقييم العضو ( هام جدا ) : 0 تاريخ التسجيل : 27/05/2010
| موضوع: الحيرة القاتلة! الأربعاء يونيو 30, 2010 11:20 pm | |
| أنا سيدة أبلغ من العمر50 عاما, حاصلة علي مؤهل عال, متزوجة منذ حوالي27 عاما من زميل لي يكبرني بقليل ونشغل الآن وظائف محترمة, وقد مضت بنا رحلة الحياة بحلوها ومرها وكنا متفاهمين الي حد ما, ورزقنا الله بثلاث بنات قمنا بتربيتهن علي أكمل وجه والتحقن جميعا بكليات عملية مرموقة وتخرجت الابنة الكبري من كليتها والتحقت بعمل وفي إحدي المناسبات العائلية تعرفت ابنتي بشاب يكبرها بعشر سنوات علي خلق ومن أسرة طيبة ومتدينة, تخرج في إحدي الكليات النظرية ويعمل بمرتب كبير في إحدي وظائف القطاع الخاص ومستعد لجميع تكاليف الزواج من شبكة ومهر وشقة وخلافه إلا أن والدها رفض تزويجه من ابنته رفضا باتا بحجة أن فارق السن كبير ومؤهله من وجهة نظره أقل من مؤهلها وعمله بالقطاع الخاص غير مضمون الاستمرار فيه, وحاولت إقناعه بشتي الطرق ووسطت كل من يمكن توسيطه من أهل وأصدقاء لإقناعه بأن مواصفات هذا الشاب معقولة وجيدة وان ابنته متمسكة به لأقصي درجة ولكن دون جدوي, وشن علي زوجي حربا شعواء لمجرد أنني اقدم بعض المحاولات لإقناعه بالموافقة.. ويتصور أنني إذا قلت لابنتي اصرفي نظرا عن هذا الموضوع فانها سوف ترضخ لكلامي ويعلم الله أنني حاولت محاولات متسميتة أن أثني ابنتي عن تمسكها بهذا الشاب وان تصرف نظرا عن هذا الموضوع ليس عن عدم اقتناع بالشاب ولكن تجنبا للمشاكل مع زوجي.. ورضوخا لإرادته ولكن بلا جدوي. لقد مر علي هذا الموضوع عام ونصف العام وأسرتي مازالت تعيش في جو كئيب من النكد وابنتي ذبلت وتدهورت صحتها من كثرة الحزن, وكأنها كبرت أكثر من عشر سنوات ومازالت تحاول هي وهذا الشاب اقناع والدها بشتي الطرق ووالدها يزداد عنادا ورفضا.. فماذا أفعل؟ إنني أمام خيارين كلاهما مر, الخيار الأول هو أن أترك ابنتي تتزوج هذا الشاب دون أي سند منا, وتغادر بيت والدها وتذهب لحال سبيلها, فتكون عاقبة هذا الزواج معروفة ومنها ألا تجد ابنتي من يساندها ويقف بجانبها ويحافظ علي حقوقها, بالاضافة الي الشكل الاجتماعي أمام الناس, كما أنها سوف تحرم والديها واخواتها, وسوف نحرم نحن أيضا منها ومن الفرحة بها, وأما الخيار الثاني فهو أن أقوم بإقناع أحد اخوتي والضغط عليه لكي يقوم بتزويجها من هذا الشاب, وفي هذه الحالة سوف يقوم زوجي تطليقي لأنه سوف يعتبرني أنا وأخوتي قد تحدينا إرادته وساعدنا ابنته علي معصيته, وفي هذه الحالة سوف تنهار أسرتي وطبعا مع ماسوف يترتب علي ذلك أيضا من متاعب عائلية وإنسانية خاصة ان لنا ابنتين آخريين عدا الابنة الكبري ويحتاجان لأن يعيشا في أسرة مستقرة ومترابطة.. وانهيار حياتي الزوجية سوف يؤثر سلبا بالضرورة علي زواجهما في المستقبل.. فماذا أفعل ياسيدي, إنني أرجوك أن تكتب كلمة إلي الأهل الذين يقفون ضد رغبة أبنائهم بلا مبرر من شرع أو دين.. وخصوصا حين تكون أسبابهم لذلك واهية.. وشكرا لك.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول: ألا يكفي عام ونصف العام لكي يتأكد زوجك من أن اختيار ابنته العاطفي هو اختيار نهائي وليس قابلا للمراجعة أو التنازل؟ ان فارق الشهادة الذي يبرر به الأب معارضته لهذا الزواج فارق وهمي لا يتوقف أمامه الكثيرون. وعمل الفتي الذي اختارته الابنة وترغب في الارتباط به, في القطاع الخاص, ليس سببا مقنعا أو كافيا لرفضه بحجة عدم ضمان الاستمرار فيه, لأن المستقبل بصفة عامة للعمل الخاص بعد تقلص دائرة العمل الحكومي أو العام. وإصرار زوجك علي رفض ارتباط ربنته بهذا الشاب لا عائد له في النهاية سوي دفعها دفعا حين تيأس نهائيا من أي أمل في تغير موقفه منها, الي الخروج عن طاعته وزواجها وحيدة من هذا الشاب مما سوف يصيب قلب هذا الأب نفسه في مقتل, ويحرم الأسرة كلها من بهجة زواج الابنة.. ويحرمها هي نفسها من بعض سعادتها بالزواج لافتقادها العون والسند لها عند زواجها.. وإحساسها بشيء من الذنب تجاه أبيها بالرغم من لومها المؤكد له. لقد قيل لعمرو بن العاص: ماالعقل ؟ فأجاب: الإصابة بالظن.. ومعرفة ماسيكون بما قد كان, ولأن اقترابي من هموم الآخرين في بريد الجمعة قد أتاح لي فرص الاطلاع علي كثير مما قد كان في قصص مشابهة, فإني أكاد أري في الأفق ماسيكون في حياتكم العائلية إن لم يترفق زوجك بنفسه أولا ثم بابنته وزوجته وأسرته كلها ثانيا فيراجع نفسه في موقفه المعارض لهذا الزواج. وأملي في حكمته الأبوية أن يكون ممن يحسنون الإصابة بالظن, فيسلم لابنته بحقها في اختيار شريك حياتها حتي ولو لم ينل هذا الاختيار رضاه الكامل. وأن يعينها علي البر به.. وعدم شق عصا الطاعة عليه, ويحمي أسرته كلها من عواقب زواجها بمن اختارته علي غير إرادته.. أو زواجها منه بمساندة أحد أخوالها رغما عنه.., إذ ماأغني الأسرة عما سوف يترتب علي هذا أو ذاك من عناء وهموم ومتاعب. والعاقل حقا هو من لا يدع زمام الأمور يفلت من بين يديه, فيهب راضيا مباركته لمثل هذا الزواج ويرجو لابنته السعادة مع شريكها.. ويأمل في أن تكذب الأيام كل هواجسه ومخاوفه منه. | |
|