كشفت دراسة حديثة حول أزمة الغذاء والطاقة فى مصر، عن أن مصر فى مقدمة الدول المستوردة للقمح، إذ تستورد نحو ٦٠% من احتياجاتها، «أكثر من ٦ ملايين طن سنويا» بمبالغ تزيد على ١٧ مليار جنيه، وأن الفرد المصرى يستهلك نحو ١٨٠ كيلو قمح سنويا، فى الوقت الذى لا يتجاوز فيه استهلاك الفرد عالميا ٩٠ كيلوجراماً.
وأضافت الدراسة، التى أجراها الباحث علاء حسب الله، عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للصناعات الغذائية بالإسكندرية: «أن إجمالى ما يستهلكه المصريون يوميا ٢٢٠ مليون رغيف مدعم، لجميع شرائح المجتمع المصرى، كأعلى معدل استهلاك للقمح والخبز بالعالم، والذى تدعمه الحكومة المصرية مع الحبوب الأساسية، بنحو ٣٠ مليار جنيه سنويا.
وتوصلت الدراسة إلى زيادة الاستهلاك الغذائى فى مصر، فى الآونة الأخيرة، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية التى لاتزال تلقى بظلالها حتى الآن. وأكدت الدراسة أن مصر من أعلى دول العالم فى استهلاك العدس، إذ تستورد الحكومة نحو ٩٠% من احتياجاتها من العدس، إلى جانب استيراد نحو ٩٠% من الزيوت النباتية اللازمة للطهى.
وأشار الباحث إلى وجود دراسة علمية جديدة أجراها علماء معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية، تؤكد أن مصر تخسر ما يزيد على ٧ مليارات رغيف خبز سنويا، بسبب سوء التداول واستهلاك الخبز لدى المصريين، مما يزيد الفجوة الغذائية فى مصر، موضحا أن نحو ٢٠ مليون رغيف يوميا تلقى فى سلة المهملات، بسبب سوء الاستهلاك والشراء وهو ما يفقد الدولة حوالى مليون جنيه يوميا أو ٣٦٥ مليوناً سنويا.
واقترح الباحث ضرورة تدخل الدولة بكل هيئاتها المختصة لتقليل هذا الاستهلاك، الذى وصفه بـ«المفزع» لرغيف العيش، الذى أدى إلى أن تصبح مصر الدولة الأولى فى العالم فى استيراد واستهلاك الخبز والأولى أيضا فى إهداره، من خلال التوعية الإعلامية وضرورة الضرب بيد من حديد على أيدى مسربى القمح المدعم للأفراد والأفران والمطاعم التى اعتادت تهريب كميات من القمح المدعم للأسواق الخلفية ومطاعم وفنادق الخمس نجوم.
وقال الباحث: «إن أساليب التغذية الخاطئة تؤدى إلى زيادة نسبة الوفيات بأمراض القلب فى مصر، القاتل الرئيسى للمصريين، بنسبة ٤٨% وكذلك زيادة مرضى السكر إلى ٩ ملايين مريض.