الأستاذ محمد صالح Admin
عدد المساهمات : 229 عدد النقاط : 17267 تقييم العضو ( هام جدا ) : 300 تاريخ التسجيل : 24/05/2010
| موضوع: محيط الكراهية! السبت يونيو 05, 2010 12:42 pm | |
| | أنا صاحبة رسالة بحر الكراهية التي نشرت في بريد الجمعة منذ أسابيع.. وأنا الزوجة التي بحصاد السنين كرهت زوجها ولم تعد تستطيع أن تكون زوجة وكان ردك هو الصبر رغم أن الأولاد وصلوا للجامعة ورغم ماأعاني من آلام نفسية نتيجة إحساسي بغضب ربي حيث أنني زوجة لا تقيم حدود الله مع زوجها أشعر أنني وأنا أنام وحدي كل ليلة ان الملائكة تلعنني حتي الصباح فماذا أفعل وقد فقدت القدرة علي غير ذلك منذ عام وبالتحديد منذ آخر مرة قام بضربي فيها أمام أولادي وكانت هذه المرة هي الفاصلة بيننا فإزددت بعدا وطلبت منه الطلاق لأنني أكرهه وصارحته بذلك فما كان منه الا أن قال لي لابد أنك تخططين لحياتك في اتجاه آخر وهكذا أهانني وسكت وأنا علي حال من الاكتئاب والتعب النفسي الرهيب. وما لاتعلمه ياسيدي من أحوالنا هو أنني موظفة منذ21 عاما وصرفت كل مرتبي خلالها علي البيت أي ما لا يقل عن35 ألف جنيه هي مرتباتي في هذه السنين ولم أدخر لنفسي شيئا ولقد خرج هو من عمله وتقاضي مكافأة جيدة فصممت علي أن أخذ منه مبلغ عشرة آلاف جنيه وهو جزء بسيط مما دفعته في البيت طوال عمري واعطاها لي بعد معاناة.. أما هو فالحمد لله أحواله المادية قد تحسنت جدا بعد خروجه من عمله وبعد ان ذقنا كل ألوان الحرمان لأكثر من خمسة عشر عاما.. ومنذ شهر تقريبا قام بشراء شقة صغيرة من أجل الأبناء وكل ما أراه الآن أمامي هو الانفصال علي أن اقوم بخدمة أولادي في كل وقت يحتاجونني فيه ان وافق هو علي ذلك ولم يقم بطردي نهائيا فأنا أتمني أن يتركني أخدم أولادي علي أن أعيش في بيت زوجة أبي واخواتي.. أو يتركني اعيش في الشقة الجديدة مع أحد اخوتي الي أن يحتاج الي الشقة أحد الأبناء للزواج فأتركها وأعود لبيت أبي. أو يعيش هو في الشقة الجديدة ويتركني مع أولادي الي أن يتزوجوا فأترك له البيت وأعود لمنزل أبي فالمهم هو ان أخدم أولادي بأي طريقة وفي كل وقت الي ان يصبحوا في غير حاجة اليفاستريح في اي مكان ما بقي لي من عمري والمهم أيضا هو ان أشعر بأذن الله راض عني فشعوري بغضب الله والسماء واللعنة علي في كل وقت يعذبني واشعر أنني أموت في كل يوم فماذا أفعل وحالات الاكتئاب لا تتركني. أنني أرجورك ان توجه إليه كلمة بأن يطلق سراحي مع اتباع الرحمة معي بان يدعني أخدم أولادي وألا يحرمني منهم ولسوف يرزقه الله بزوجة تستطيع ان تلبي له احتياجاته التي عجزت أنا عن أن أقدمها له منذ سنوات طويلة. رد رسالة محيط الكراهية
ولكاتبة هذه الرسالة أقول: كانت نصيحتي لك يا سيدتي بالصبر ومراجعة النفس أكثر من مرة قبل التسليم بالفشل نابعة من حرصي علي أن تبذلي أولا غاية جهدك في محاولة الإصلاح وتحمل ظروفك والاستمرار من أجل الأبناء, لكيلا يجيء يوم يحاسبك فيه هؤلاء الأبناء أنفسهم أو يتهموك فيه بالتقصير في محاولة الحفاظ لهم علي حياتهم العائلية المستقرة.. وعلي البيت الذي يهجعون فيه إلي مخادعهم آخر الليل وهم آمنون لوجود أبويهم معهم تحت سقف واحد, فهذا هو واجب كل أب وكل أم تجاه أبنائه الذين لم يستشرهم قبل أن يجيء بهم إلي الحياة.. ولا ذنب لهم في سوء اختياره رفيق حياته, فإذا ذهبت الحيلة وعجز المرء في النهاية عن استمرار التحمل فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.. وليس لي أو لغيري لومه علي ذلك مادام قد بذل غاية جهده لمحاولة إنقاذ السفينة من الغرق بلا طائل. أما المسارعة بهدم الأسر الآمنة قبل استنفاد كل السبل الممكنة للإصلاح أو قبل مغالبة النفس طويلا وبإخلاص علي التحمل والاستمرار من أجل الأبناء فليس من الدين ولا من الرحمة بهؤلاء الأبناء في شيء. فالزواج ميثاق غليظ لا يفضل فكه إلا للضرورة القصوي وبعد العجز التام عن الاصلاح والاستمرار, وليس عند أول خلاف أو بادرة زهد في الطرف الآخر مادام هناك أبناء يشقون بانفصال الأبوين, ويسعدون باجتماع شملهما أيا كان نوع العلاقة الشخصية بينهما. وديننا يفضل التريث في ايقاع الطلاق, ويكره التعجل فيه, وهذا هو المفهوم من ختام الآية الكريمة من سورة الطلاق لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا كما انه زيادة في الحرص علي الأبناء يعتبر الطلاق وقفا مؤقتا لعلاقة تحتاج الي اعادة النظر فيها وليس حسما صارما لها, ومن هنا جاءت حكمة بقاء المرأة خلال العدة في بيت الزوجية بعد الطلاق لعل المشاعر تتغير أو لعل الأبناء ينجحون في تحريك قلبي الأبوين, واعادة المياه إلي مجاريها بينهما, لهذا فنحن لا نهلل للطلاق بين زوجين يجمع بينهما الأبناء برباط متين وإنما نسلم فقط بالطبيعة البشرية وبأن لكل انسان طاقته القصوي علي التحمل التي لا يستطيع تجاوزها. فإذا كنت قد بلغت هذا الحد الأقصي من قدرتك علي التحمل والاستمرار, ولم يعد في قوسك منزع جديد فمن واجب زوجك ألا يجادل في تسريحك بإحسان, وألا يحول بينك وبين رعايتك أبنائك علي النحو الذي يحقق لهم مصلحتهم ويجنبهم بقدر الإمكان الآثار السلبية التي لا مفر منها للانفصال. | | | | |
| |
|